تشهد النقطة الحدودية برأس الجدير حركية كثيفة ومرور المئات من التونسيين والرعايا الأجانب القادمين من ليبيا بعد تدهور الأوضاع الأمنية بهذا البلد الشقيق خلال الأيام القليلة الماضية. ويناهز عدد المارين عبر هذه النقطة 2500 شخص كل 6 ساعات حسب محافظ شرطة الحدود برأس الجدير ولكن الحذر والاستعداد لاى طوارئ قد تحدث يتجلى واضحا هناك. فقد عزز الجيش الوطني تواجده بالمكان وركز مستشفى عسكري هناك إلى جانب تدعيم كل ما من شانه ان يسهل عملية الإسعاف والنجدة سواء من خلال تكثيف الإطار الطبي وشبه الطبي وسيارات الإسعاف وتعزيز تواجد الحماية المدنية والقدرات البشرية لمكتب ديوان التونسيين بالخارج بالمنطقة. وتواصلت في مقابل ذلك العديد من المبادرات الأهلية ببن قردان لتامين ظروف استقبال طيبة للوافدين وتعمل لجان حماية الثورة والهلال الاحمر التونسي وعدد هام من المواطنين المتطوعين دون توقف لتامين كل حاجياتهم من اكل وراحة ونقلهم مجانا الى وسط مدينة بن قردان عبر سيارات خاصة ومنها بالحافلات الى قابس. ومنذ البارحة وضعت الشركة الجهوية للنقل بمدنين اسطولها على ذمة الوافدين انطلاقا من راس الجدير تجنبا للاكتضاظ الذى شهدته مدينة بن قردان طيلة اليومين الماضيين. كما انخرطت الشركة الوطنية للنقل بين المدن وحافلات النقل السياحي ومكونات المجتمع المدني فى تيسير ظروف تنقل الوافدين الى وجهاتهم. ومن جهة اخرى وضعت المندوبية الجهوية للشباب والرياضة والتربية البدنية مراكز الاقامة التابعة لها على ذمة الوافدين من التراب الليبي على اختلاف جنسياتهم لاحتضانهم بهذه المراكز وتمكينهم من الراحة. وسجلت نقطة العبور براس جدير مرور نحو 1200 مواطن صيني حجزوا بنزل بجزيرة جربة واعداد من الاتراك والمصريين وعائلات من الليبيين لها علاقات قرابة او مصاهرة مع التونسيين او لمواصلة علاج انطلقوا فيه بتونس اضافة الى عدد من الامريكيين بين 150 و300 طلبوا حجوزات بنزل جزيرة جربة. اما التونسيون العائدون اليوم من ليبيا فقد عبروا عن استيائهم من خطاب القذافي متوقعين تازم الاوضاع اكثر واتجاهها نحو التصعيد بين الشعب والنظام. واعربوا عن قلقهم من التفتيش على الطرقات ومحاولات الاستيلاء على هواتفهم الجوالة من مواطنين في اطار لجان الحراسة وحتى من الجيش مشيرين الى ان عودتهم دون حمل الكثير من الامتعة جنبهم الاسوا نتيجة انتشار عمليات السطو والنهب. وفي هذا الاطار يقول السيد محفوظ حمدى الذى عاد وعائلته من منطقة زوارى / انني قلق على ممتلكاتي واموالي / ويفتح حافظة اوراقه قائلا/ لم اجلب معي سوى بضع جنيهات وحصيلة سنوات الغربة تركتها هناك / مشيرا الى انه سيعود الى هناك بعد تحسن الاوضاع ليرتب اموره. وتقول سيدة تونسية / كنا هناك ملازمين البيوت فالبلاد مغلقة والجوع يتههدنا والخوف ينتاب الجميع لما نسمعه من طلق نارى/. واعرب علي اصيل صفاقس والقاطن بطرابلس عن عميق خوفه على من بقي من الجالية التونسية في ليبيا وخاصة في بنعازى والجدابية والبيضاء لان الوضع حرج على حد قوله فالرصاص مكثف ومجازر قد تحصل. وعاد فتحي بالعربي اصيل سيدى بوزيد وزميل له من طرابلس بعد ان تعرضا الى عملية تعنيف بالهراوات البارحة. ويضيف فتحي / لم نجد مكانا ناويه فالتجانا الى فندق تولى الليبيون دفع معلومه ثم نقلنا الى هنا ليبيون نتقدم لهم بجزيل الشكر/. كما سجلت منطقة راس الجدير عبور مجموعات من المصريين اختاروا العودة عبر هذه النقطة دون أى معاناة متجهين نحو تونس العاصمة للالتحاق بسفاراتهم وتامين عودتهم الى بلادهم. ومتابعة للوضع بهذه المنطقة الحدودية تحول صباح الاربعاء والي مدنين للوقوف على ظروف عودة التونسيين وعلى الاستعدادات الجارية في انتظار حالات طوارئ مثمنا المجهود التطوعي والتضامني المكثف دعما للجالية التونسية ومساندة للشعب الليبي الشقيق. وذكر العديد من التونسيين انهم قلقون على من تبقى من الجالية التونسية هناك وهو ما يستوجب التدخل لدى وزارة الخارجية للنظر في الموضوع خاصة وانه تم فقدان الاتصال بالكثيرين منهم في ليبيا وان هناك اشارات لتعرض عدد منهم الى التهديد.