عبر المشاركون في المنتدى الدولي للشباب عن إكبارهم لمبادرة الرئيس زين العابدين بن على جعل سنة 2010 السنة العالمية للشباب وتنظيم مؤتمر عالمي للشباب برعاية أممية وبمشاركة المنظمات الدولية المعنية ينتهي بإصدار ميثاق عالمي يشد شباب العالم إلى المبادئ الكونية المشتركة.وتوجهوا في «بيان تونس» الذي توج أعمال المنتدى الملتئم بمدينة الحمامات يومي 18 و19 مارس 2009 تحت شعار «شباب العالم رهانات وتحديات» بعبارات التهاني الى الشباب التونسي على ميثاقه الوطني الذي تم إمضاؤه يوم 7 نوفمبر 2008 بعد سنة كاملة من الحوار الشامل والمفتوح أمام الشباب بمختلف انتماءاته وتوجهاته. وأوصوا بالعمل على تربية الناشئة على المشاركة في الشأن العام وذلك بإرساء قواعد واليات ووسائل حوار وحسن توزيع الأدوار والمسؤوليات داخل الأسرة وتعويد الشباب على التعبير عن آرائه داخل المؤسسات التربوية حتى يتشبع بقيم التطوع والمشاركة والمواطنة الايجابية. كما نادوا بتشجيع كل المبادرات الشبابية دعما للقدرات الإبداعية والطاقات المهارية مؤكدين التمسك بالمشاركة الكاملة والفعالة للشباب والمنظمات الشبابية في تحقيق أهداف الألفية للتنمية. وأكد المشاركون الممثلون عن منظمات وجمعيات إقليمية ودولية ضمن هذا البيان الالتزام بالسعي إلى تكريس قيم الوسطية والاعتدال والانفتاح على المحيط الإنساني دعما للتقارب بين الشعوب وتحقيق السلم والخير والتضامن والتآزر ونبذ كل أشكال التطرف والتعصب والإرهاب ورفض أشكال التمييز والتفرقة معربين في الوقت نفسه عن الانشغال بأخطار الحروب والنزاعات والمجاعات وآثارها في الشعوب. ودعوا إلى العناية بالجوانب الاجتماعية وحماية البيئة وتطوير المبادلات الدولية واستعمال تكنولوجيا الاتصال باعتبارها محاور ذات أولوية وتتنزل في إطار رؤية شمولية للتنمية مؤكدين دعم القرارات الصادرة عن القمة العالمية لمجتمع المعلومات في مرحلتي جنيفوتونس. وتضمن «بيان تونس» أيضا نداءات بمنح الثقة للشباب وضمان آليات مستديمة لتعزيز مساهمتهم في ضبط الاستراتيجيات الوطنية والمخططات التنموية ووضع السياسات العامة لبلدانهم وتحميلهم المسؤوليات القيادية ليكونوا مساهمين في أخذ القرارات وملتزمين بالسهر على تنفيذها. كما أبرز تطلع الشباب الى المشاركة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في بلدانهم عبر تيسير الاندماج في سوق العمل وبعث مشاريعهم الخاصة والحصول على قروض والى دعم مفهوم التنمية المستديمة الذي يضمن استعمالا عقلانيا للثروات وترابطا دائما بين الجوانب الاقتصادية والاجتماعية مع ضمان حق الأجيال القادمة في بيئة سليمة. وحث البيان على إدماج منظومة الوقاية من السلوكيات الخطرة والاستعمالات السلبية لوسائل الاتصال الحديثة ضمن البرامج التعليمية وإحداث وتطوير مراكز الإعلام والتعليم والاتصال المختصة بالشباب وتمكينهم من تكوين ملائم في مجال تكنولوجيا الاتصال واعتماد الإعلامية والتكنولوجيات الحديثة لإعداد البرامج المدرسية والدراسات الجامعية. كما تضمن دعوة الشباب إلى زيادة دعم الشركات بين جمعيات الشباب ومختلف المؤسسات الحكومية وضمان الدعم المالي للمبادرات الشبابية في مختلف مجالات الإبداع وإرساء شركات قوية بين القطاعات الثلاث الخاص والحكومي والمجتمع المدني لتحقيق أهداف التنمية المتفق عليها على المستوى العالمي وخاصة تلك التي شملها إعلان الألفية. وطرحت الوثيقة أيضا عددا من المشاغل الشبابية في العالم من ذلك صعوبة اندماج 900 مليون أمي في العالم في سوق الشغل وضعف البنية التحتية التربوية ونقص في التجهيزات البيداغوجية والتكوين المستمر في عديد البلدان النامية وغياب سياسات متكاملة في مجال التربية والرياضة والترفيه والتنشيط الاجتماعي. وحثت على ضرورة تطوير الحوار حول التربية الجنسية للناشئة وتوجيه عناية خاصة بالشباب الحامل لاعاقة في كل المجالات الحياتية وخاصة ميدان التكوين والادماج المهن ودعم مبادرات شباب المناطق الريفية وذات الصعوبات الطبيعية وتمتيع المرأة الشابة بتكافؤ الفرص في التشغيل واعتماد قوانين تمنع كل أشكال التمييز الجنسي في سوق الشغل. وعبرت الوثيقة عن تطلع الشباب الى تيسير الوصول الى المعرفة وتأكيد مجانية والزامية الدراسة وتكافؤ فرصها والقضاء على الامية بأنواعها وتثمين التعلم عن بعد وتخصيص موارد اضافية للتكوين المهني وارساء مناهج تربية وتكوين متماشية مع الحاجيات الاقتصادية والاجتماعية والتطورات التقنية. ودعا «بيان تونس» كذلك الى تنظيم وتطوير الانشطة الرياضية والثقافية وتنمية وتعزيز المبادرات الرياضية على المستوى الوطني والاقليمي والعالمي والعناية بالمناطق الريفية ذات الصعوبات الطبيعية عبر انشاء حد أدنى من هياكل تأطير الشباب وتنظيم أنشطة ترفيهية موجهة لفائدتهم ودعم اليات المراقبة ضد تعاطي المنشطات. كما حث على تشجيع الرياضة السليمة ودعم الانشطة الترفيهية الهادفة ووضع سياسات خاصة لفائدة الشباب من ذوى الحاجيات الخصوصية لوضع حد لحالة الاقصاء التي يعيشونها ومنحهم فرصا جديدة لمواصلة دراستهم وتعليمهم ونادى البيان بتنسيق السياسات البيئية من خلال الاجندات المنبثقة عن قمتي «ريو» و»كيوتو» ووضع منظومات محكمة لجمع ورسكلة النفايات في مختلف البلدان وتشجيع تبادل الخبرات والتجارب بين شباب العالم خاصة في مجال التصرف وحماية المنظومة البيئية والتشجيع على استعمال الطاقات البديلة.