مكاسب المرأة في خطر والإسلام السياسي متهم أخذ العبرة مما حصل في الجزائر والسودان وإيران تونس - الأردن: هواجس المرأة لا سيما في فترة ما بعد الربيع العربي .. ودعم حريات وحقوقها من خلال دعم تواجدها الاقتصادي وفي مواقع القرار .. هي أبرز محاور نقاش المؤتمر الدولي "دعم تمكين المرأة اقتصاديا اليوم وغدا" بالأردن والذي كان فيه حضور بارز من تونس.. ليطرح أبرز المشاكل والتحديات ويبلور حلولا ومقترحات. في لقاء جمع أكثر من مائة وخمسين مشاركا من المنظمات العالمية من مختلف أنحاء العالم تمحور النقاش حول وضعية المرأة العربية بما فيها نساء مع بعد الثورات المصرية والتونسية والصعوبات التي تواجهها والمكاسب المهددة بسبب وضعيات التغيير بعد الثورات والإسلام السياسي. مؤتمر وتحديات قام المشروع الاقليمي لتمكين المرأة اقتصادياً والذي يموله أربعة شركاء رئيسيين، وهم الصندوق الأردني الهاشمي للتنمية البشرية و مجموعة الأبحاث والتدريب التنموي(CRTD.A) ومركز المرأة العربية للتدريب والبحوث (كوثر) والجمعية الفلسطينية لصاحبات الأعمال (أصال) بدعوة 150 مشاركاً من المنطقة العربية، ومن أجزاء أخرى من العالم للنقاش حول واقع المراة وتحدياتها .. المشاركون هم مجموعة من خبراء متخصصين في الجوانب القانونية والدعوة والمناصرة، ومخططات التنمية التجارية المبتكرة والأجهزة النسائية والعاملين في منظمات ووكالات التنمية الدولية والوكالات المانحة. وقد حاول المؤتمر طيلة ثلاثة أيام أي من 27 إلى 29 أفريل النقاش وتبادل الآراء حول ثلاثة محاور اساسية وهي توسيع فرص تمكين المرأة اقتصاديا وخلق بيئة تمكينية لتحقيق المساواة بين الجنسين وتوسيع الفرص المتاحة لإدراج النساء ومشاركتهن في صنع القرار. تحدث الخبراء خلال المؤتمر حول ما وصلت إليه المرأة اليوم " أين نحن الآن؟" وما توصلت إليه المنظمات الحقوقية والنسائية من حقوق ماذا فعلنا حتى الآن؟" و "ما الذي الذي تعلمناه؟" وعن الحلول الممكنة " ما هي أفضل الممارسات والاتجاهات/الابتكارات الجديدة؟" والاستعداد للمستقبل " كيفية المضي قدما؟". خريف عربي ؟؟ كان التخوف واضحا حول واقع المرأة البلدان العربية وتحدياتها وخاصة حول تهديد المكاسب الموجودة في البلدان العربية التي عاشت ثورات .. واشتركت الخبيرات والمتحدثات من مصر وتونس حول تهديد الإسلام السياسي وبعض الحركات الصاعدة من متطرفين وإخوان مسلمين وغيرهم لحقوق المراة بل ولمكتسباتها المتحققة. التخوف والحديث عن وجود تهديدات لمكاسب المرأة هو السمة الاساسية التي طغت على الحوارات مع الدعوة إلى محافظة الدولة على دورها في دعم المشاريع والحقوق للمرأة لكن دون تسييس وفرض لإيديولوجيات معينة.. وأشارت بعض المشاركات إلى حملات التكفير والمراجعة والرغبة في التخلي عن الاتفاقيات السائدة مثل ما حدث مع اتفاقية "سيداو".. ورغبتهم في الانسحاب في بعض الاتفاقيات التي تدعو إلى ضمان حقوق المرأة. إحباط وحزن "لسنا مسرورين بما يحدث اليوم .. لأن حقوق المرأة اليوم تحت الخطر .." هذا ما أجمع عليه الحاضرون في المؤتمر. ودعا الحاضرون إلى ضبط الحقوق والقيام بإصلاحات دستورية ودسترة هذه الحقوق والمساواة والعدالة الاجتماعية. كما تمت الدعوة إلى التضامن شمال جنوب وخلق حركة نسائية عالمية تضم أكثر من 22 دولة. حقوق المرأة هي حقوق إنسان عالمية يجب عولمتها .. أما الربيع العربي فلم يكن ربيعا عند الكثيرين.. تلك هي ابرز الانطباعات التي تحدث عنها الخبراء مطالبين بعمل أكثر من أجل دعم قدرات المرأة وتمكينها اقتصاديا وإخراجها من دائرة الفقر وتوعيتها بحقوقها إضافة إلى دعم موقعها في مواقع القرار والسلطة.. ويمثل الإسلام السياسي وتدخل بعض التيارات الدينية عموما عائقا وكاسرا لحقوق المرأة وقال الحاضرون أنه من المؤسف عدم اتخاذ العبرة والاستفادة مما حدث في الجزائر وإيران وأوروبا الشرقية والسودان.. وهو ما جعل المؤتمر يدعو لتقوية المنظمات النسائية في كل مكان. وأشار الخبراء إلى ما حدث من بداية فرض الزي ثم تغيير المناهج التربوية ومنع الاختلاط ومنع السفر وغيرها من تضييق الخناق وسحب قوات المرأة. وأكدت بعض المتحدثات من تونس على ضرورة عدم الانخداع بالخطاب الذي يقحم الدين في السياسة ويتهم النساء اللاتي يدافعن عن حقوق النساء بالكافرات والعلمانيات. فيما اقترحت الاستاذة والدكتورة في الشريعة منجية السوايحي من تونس بأن يتم القيام بدراسة تبرز دفاع الإسلام عن حقوق المرأة واستناد هذه الحقوق على أصول الدين. وقال آخرون إن الإسلام ليس المشكل لكن محاولة البعض قرن العادات والتقاليد وحاولت نسبها للإسلام. فيما دعا آخرون إلى عدم الربط بين الحقوق الدينية والإسلامية.