تونس «الشروق» الاعتداء بفعل الفاحشة على شخص دون رضاه من طبيب هي التهمة التي وجّهت لطبيب صحة عمومية في عقده السادس بعد ان اشتكته احدى المريضات للسلط الامنية انتهت بفتح تحقيق عدلي في القضية. انطلقت الابحاث في القضية من قبل اعوان احدى الفرق العدلية بالضاحية الغربية للعاصمة حين تقدمت فتاة بشكاية مفادها انها في تاريخ 20 أوت من سنة 2011 توجهت الى احد مجامع الصحة الاساسية لعرض نفسها على الطبيب بعد اجرائها لتحاليل فوجدت ان طبيبتها المباشرة في عطلة وقد تم تعويضها بطبيب آخر قام بقراءة نتائج التحاليل التي رافقت ملفها الطبي وقد طلب منها فتح ازرار جمازتها بالكامل وعمد الى رفع قميصها معلما اياها انه سيتولى قيس دقات القلب لكنه لم يضع السماعة التي تستعمل في الغرض فاسترابت في امره خاصة انه تولى لمسها بيديه الاثنتين هامسا لها باعجابه ولما نهضت من مكانها طلب منها ان تصعد فوق السرير الطبي قصد قيس نبضها من الظهر وعندما كانت بصدد الصعود التصق بها ولمسها من اماكن جاذبا اياها الى الخلف حينها تيقنت من سوء نواياه وتولت دفعه وخرجت مسرعة من مكتبه وتوجهت الى فرقة الامن حيث روت لهم ما حدث معها طالبة تتبع الطبيب من اجل ما اقترفه في حقها من جرم وبذلك انطلقت الابحاث التي ادت الى فتح بحث تحقيقي. شكوى رسمية وباعادة سماع الشاكية لدى قلم التحقيق اكدت ان الطبيب المظنون فيه رفض في البداية الاطلاع على تحاليلها باعتبار ان طبيبتها المباشرة متغيبة ثم قبل بذلك وأنه قام بتعريتها قائلا «ما شاء الله» دون ان يعمد الى وضع السماعات الطبية لسماع دقات قلبها مع ملامستها ثم تعمده مسكها من الخلف وجذبها نحوه ووضع رأسه على رقبتها وغيره من الافعال التي جعلتها تغادر المكان مسرعة وهو ينادي عليها طالبا منها الحوار. انكار من الطبيب وباستنطاق المظنون فيه اجاب بكونه يوم الواقعة حضرت زاعمة الضرر وطلبت منه الاطلاع على نتائج تحليلها باعتبارها تعاني من فقر الدم والسكري فاعلمها انه من واجبه كطبيب ان يقوم بفحصها وانه تعذّر عليه اجراء الفحص والشاكية تجلس الى الكرسي بسبب ضخامتها اذ طلب منها التمدد على السرير الطبي وانه ساعدها على صعود السلم، الدرج الا انها عجزت عن ذلك وانه كان مستعجلا لانه انهى جميع فحوصاته وكان يهمّ بالمغادرة وكانت زاعمة الضرر هي آخر المريضات مؤكدا انه تولى الاستماع الى نبضات قلبها من الجهة الامامية ثم طلب منها التمدد الى جنبها الايسر لمزيد التدقيق وهو امر معمول به في كل الفحوصات الا انه بمجرد القيام بذلك فوجئ بها تنزل بسرعة وتغادر المكتب الذي كان بابه مفتوحا دون موجب. مكافحة وبمجابهته بتصريحات وشكوى زاعمة الضرر أكد انه لم يلتحق بها ولم يحاول تهدئتها وأنه بقي بمكتبه ولم يغادره الا انه فوجئ بمرافق المرأة يدخل إليه ويسأله بقوة عما فعله بها مع بعثرة اوراقه والمكتب وبمزيد التحري معه حول سبب مغادرته للمكتب وعدم عثور الاعوان عليه في حينها اكد انه غادر حين تلقى اتصالا من مركز شرطة حيث تم العثور على سيارته التي سرقت منه وذلك بجهة الوطن القبلي وكان عليه الذهاب لاستيلامها نافيا عن نفسه ان يكون فر من مكان الواقعة خوفا من التتبعات. وباجراء المكافحة القانونية بين الشاكية والمظنون فيه اصرت الشاكية على الاتهام وعلى تصريحاتها ونفى الطبيب عن نفسه التهمة. إدانة وبينت الابحاث التحقيقية ان المظنون فيه استغل صفته كطبيب مباشر وعمد الى لمس المتضررة التي ذهبت للتداوي وحيث ان الاعتداء بفعل الفاحشة هو كل فعل مسلّط مباشرة من جسد شخص على جسد شخص اخر للنيل من عرضه الامر الذي يخدش عاطفة الحياء لديه وان المظنون فيه غادر مقر عمله باكرا على غير العادة وما ادعاه بخصوص سيارته لم يوجد بملف القضية ما يدعمه غير نسخة من رفع حجز غير مؤرخ بتاريخ الواقعة وبذلك تمت احالته على الحالة التي هو عليها على انظار الدائرة المختصة من اجل ارتكابه لجريمة الاعتداء بالفاحشة على شخص دون رضاه من طبيب طبق احكام الفصلين 228 و229 من المجلة الجزائية.