دعا جوهر بن مبارك المنسق العام لشبكة دستورنا، أول أمس الخميس 16 ماي 2013 في برنامج حواري على قناة حنبعل، إلى تصنيف جماعة «أنصار الشريعة» في تونس، كمنظمة إرهابية. وتأتي هذه الدعوة لتأكيد نية تصنيف أنصار الشريعة في تونس منظمة إرهابية بعد تسرب معلومات من وزارة الداخلية تفيد عزم الوزارة أو على الأقل تيار منها تصنيف هذه الجماعة كتنظيم إرهابي. كما طالبت النقابات الأمنية خلال لقائها يوم الجمعة 10 ماي 2013، مع أعضاء المجلس الوطني التأسيسي، بعد وقفة احتجاجية أمام مقر المجلس بباردو بضرورة تصنيف الجماعات المتطرفة ، في إشارة واضحة إلى جماعة أنصار الشريعة التي يعتبرها شق من الأمنيين كتنظيم إرهابي، ولم يغفل العديد من المشاركين في إفتتاح الشوط الثاني من الحوار الوطني يوم الخميس الماضي 16 ماي 2013 من أحزاب سياسية وجمعيات ومنظمات مناقشة مسألة الجمعيات والتنظيمات التي تعتمد العنف كأسلوب عمل داعين إلى ضرورة حلها وتصنيفها كتنظيمات إرهابية وذلك في إشارة واضحة إلى رابطات حماية الثورة وجماعة أنصار الشريعة. ويذكر أن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لم يغفل من جهته الحديث عن هذين التنظيمين وذلك خلال لقائه الأخير في تونس ببعض المسؤولين السياسيين وقد أكد أحد القادة الحزبيين ل «الشروق» أن الوزير الفرنسي لم يستبعد تصنيف فرنسا لجماعة أنصار الشريعة في تونس كمنظمة إرهابية ودعا السلطات التونسية إلى إتخاذ قرار واضح في هذا الشأن لتجنيب البلاد مخاطر الإرهاب. وكانت فرنسا قد شرعت منذ أشهر في وضع قائمة للجماعات والتنظيمات السلفية الجهادية في الوطن العربي لبحث تصنيفها كمنظمات إرهابية. وزير الخارجية الفرنسي دعا في أول ماي الجاري (2013) في حديث لجريدة «لوموند» الفرنسية إلى تصنيف «جبهة النصرة» في سوريا كمنظمة إرهابية كما دعا إلى وضع جماعة أنصار الشريعة في اليمن ضمن نفس التصنيف، وكانت واشنطن قد أدرجت ذات الجماعة في جانفي من العام الماضي، على لائحة المنظمات الارهابية وحظرت التعامل معها وتجميد كل أرصدتها ومصالحها داخل الولاياتالمتحدة وأعتبرت الخارجية الأمريكية جماعة أنصار الشريعة تسمية جديدة وإسما مستعارا لتنظيم قاعدة الجهاد في شبه الجزيرة العربية. وفي توقيت متزامن أدرجت الولاياتالمتحدة عددا من الجمعيات الخيرية على لائحة الإرهاب لعلاقتها بالتنظيمات الإرهابية ومنها أنصار الشريعة في اليمن وذلك لقيام هذه الجمعيات الخيرية بجمع التبرعات وتحويلها إلى هذه التنظيمات من أجل إستقطاب الشباب والدفع به إلى القيام بعمليات إرهابية وتقويض الإستقرار في المنطقة ويشار إلى أن نفس هذه الجمعيات وأخرى مشابهة لها تقوم بتمويل جماعة أنصار الشريعة في تونس وقد كشف تقرير نشرته مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية أن هذه الجماعة تلقت إمدادات طبية من منظمة خيرية كويتية وهي جمعية إحياء التراث الإسلامي لتنظيم قوافل طبية تمركزت آخرها في قفصة خلال الشهر الماضي وتعد هذه الجمعية من الجمعيات الخيرية في ظاهرها التي صنفتها الخزانة الأمريكية في عام 2008 ضمن قائمة المنظمات التي تقدم الدعم المالي والعيني لتنظيم القاعدة والجماعات الموالية له. ويبدو من خلال ما يتردد مذ أسبوعين في كواليس وزارة الداخلية وغالبيّة الأحزاب السياسية والمنظمات والجمعيات المدنية أن قرار تصنيف جماعة أنصار الشريعة كمظمة إرهابية بات وشيكا خصوصا بعد الإشارة التي أعطاها وزير الخارجية الفرنسي خلال زيارته الأخيرة إلى تونس.