أكد تيار أمريكي متعصب دعمه للمستوطنين اليهود في فلسطينالمحتلة لرفضهم خطة الانفصال الشارونية داعيا اسرائيل إلى احتلال كامل الشرق الأوسط وفق ما كشفه تقرير صحفي... بل إن صحيفتي «هارتس» الإسرائيلية وال»غارديان» البريطانية اعتبرتا أنه لا يجب التقليل من خطورة هذا التيار الأمريكي الذي يرفض بالخصوص أي تفكيك المستوطنات اليهودية في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة. وجاء في تقريرين متشابهين نشرا في لندنوالقدسالمحتلة أن هذا التيار وهو أصولي مسيحي متعصب يمثل نحو 18 بالمائة من مجموعسكان الولاياتالمتحدة. ويؤمن هذا التيار الذي يجد بعض تعبيراته في «مجموعة المحافظين الجدد» النافذة في السياسة الأمريكية بضرورة احتلال اسرائيل لكامل الشرق الأوسط وبناء الهيكل اليهودي في القدسالمحتلة وتجميع اليهود هناك وتخييرهم بين اعتناق المسيحية أو الابادة التي (سوف) تحصل في معركة «هرمجدون» الفاصلة على حد زعم هؤلاء. وتزامن الكشف عن هذا التيار مع احتداد الجدل حول خطة شارون للانفصال الاحادي التي رفضها الليكود (والمستوطنون اليهود) والتي أيدتها ادارة الرئيس الأمريكي جورج بوش. وقد حصلت هذه الخطة على دعم غير متوقع من اللجنة الرباعية الدولية التي أكدت مع ذلك أن أي اتفاق سلام بالشرق الأوسط يجب أن يتم التفاوض حوله. وأعلن سيلفان شالوم وزير الخارجية الاسرائيلي أمس أن أرييل شارون سيزور الولاياتالمتحدة الأسبوع القادم بعد أن رفض الليكود خطته. ولاحظت تقارير اسرائيلية أن شارون ومساعديه يعكفون على تعديل خطة فك الارتباط المرفوضة محليا والمقبولة في الخارج لكن التعديلات المقترحة والتي تنص عموما على بقاء قوات اسرائيلية في قطاع غزة بعد الانسحاب «الجزئي» المحتمل سيعكس الوضع بما أن الليكود قد يقبلها لكن واشنطن لم ترحب بالخطة الشارونية إلا لأنها أشارت الى انسحاب كامل محتمل في قطاع غزة. وتزامن الكشف عن التيار الأمريكي المتعصب أيضا مع نشر عريضة وجهها أكثر من 50 ديبلوماسيا أمريكيا سابقا للرئيس بوش عبروا فيها عن احتجاجهم على سياسته في الشرق الأوسط المؤيدة للاغتيالات والعدوان ضد الفلسطينيين ودعمه لخطة شارون الأحادية والجدار العنصري الذي شبهوه بجدار برلين محذرين من أن هذا الانحياز يفقد أمريكا أصدقائها ومصداقيتها ويعرض مصالحها ورعاياها وديبلوماسييها في الخارج للخطر.