القدس المحتلة رام اللّه (وكالات) يواجه رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون مأزقا حقيقيا بسبب فشله حتى الآن في كسب تأييد أغلبية أعضاء حكومته وحزبه لخطة الفصل أحادية الجانب في صيغتها المعدلة والتي يفترض أن يعرضها غدا على حكومته بل ان شارون قد يواجه «ثورة برلمانية» للإطاحة به في حال تمسكه بفرض خطته. وقد أجرى شارون سلسلة مشاورات مع الأعضاء المقربين من حكومته ومنهم نائبه ووزير التجارة والصناعة إيهود أولمرت في محاولة لإيجاد مخرج لهذه الأزمة. وذكر بيان لرئاسة الحكومة الاسرائيلية أن شارون سيناقش غدا خطة الفصل المعدلة مع حكومته، وحيث ينتظر أن يتم تنفيذها على مراحل. ورأى ملاحظون أن شارون اختار بذلك منطق القوة لفرض خطته، لكن ثمن ذلك قد يكون غاليا. **ثورة ناتنياهو وألمح وزير المالية الاسرائيلي بنيامين ناتنياهو الى احتمال قيادة «ثورة برلمانية» للاطاحة برئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون في حال أصرّ هذا على المضي قدما في خطة الانسحاب من قطاع غزة التي رفضت من قبل أعضاء حزب الليكود. وأبلغ ناتنياهو عدة مصادر سياسية الأيام الماضية بأنه قادر على تشكيل حكومة اسرائيلية في حال سقوط حكومة شارون وأنه يحظى بتأييد نحو 61 من أعضاء الكنيست. لكن شارون بات يفكر من جانبه في إقالة بنيامين ناتنياهو اذا صوّت هذا ضدّ خطته للانسحاب من غزة حسب ما ذكرت صحيفة «معاريف» العبرية أمس. وكان ناتنياهو قد أغضب شار ون حين قاد المعارضة لخطة الانسحاب من غزة التي يقترع عليها مجلس الوزراء الاسرائيلي غدا. ونقلت «معاريف» عن أحد المصادر قوله ان «شارون سيضطر الى اقالة ناتنياهو اذا صوّت ضد خطة الانسحاب من غزة». وفي سياق متصل هدّد تسعة نواب في الكنيست الاسرائيلي ينتمون الى حزب الليكود مدعومين من عدة وزراء في الحكومة بالتمرّد على رئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون وإعلان «انتفاضة» على سلطته إذا ما استمرّ في ما أسموه «تحدّي أعضاء الليكود الذين صوّتوا بأغلبية في الاستفتاء ضد خطة الانفصال عن الفلسطينيين» وأصرّ على طرحها على الحكومة في جلستها غدا. وقال النواب التسعة انهم سيصبحون في حلّ من الالتزام بقرارات الائتلاف الحكومي في الكنيست وسيصوتون ضدها». وكان بعض هؤلاء النواب رفعوا دعوى الى محكمة الليكود الداخلية ضد شارون يطالبون فيها بأن تلزمه بالانصياع لإرادة أعضاء الحزب وإسقاط الخطة. وكان مسؤولون أعلنوا أمس الأول أن مجلس الوزراء الاسرائيلي سيجري تصويتا على خطة الانسحاب من غزة التي تنص على ازالة ثلاث مستوطنات فقط من بين 21 مستوطنة يهودية. وأضاف المسؤولون أن شارون وافق على الخطة المعدلة لضمان موافقة وزراء رئيسيين من حزب الليكود قبل إجراء التصويت غدا. **شارون... محبط وقال مسؤول بارز في الحكومة الاسرائيلية إن «شارون محبط قليلا لفشله في الحصول على الموافقة على خطة الانسحاب الكامل ولكنه يعتقد أنه سيحقق هذا في المستقبل». وقد وضع رئيس الوزراء الاسرائيلي التفاصيل النهائية لخطة الانفصال المعدلة قبل عرضها على الحكومة. وقالت مصادر اسرائيلية ان نسخا من الخطة أرسلت الى مصر والأردن على أن يعرضها رئيس ديوان رئيس الوزراء الاسرائيلي دونفا يسغلاس على مستشارة الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي كوندوليزا رايس بعد مغادرته الى واشنطن. وستضع الحكومة الاسرائيلية الجدول الزمني لتطبيق كل مرحلة من المراحل الأربع لتنفيذ الخطة التي يفترض أن ينتهي تطبيقها مع موفى سنة 2005 وهو الموعد الذي حددته خطة «خريطة الطريق» لإنهاء مفاوضات الوضع النهائي وإعلان قيام دولة فلسطينية مستقلة. ورأى ملاحظون أن ذلك يعني عمليا أن الخطة ستقفز على الجدول الزمني المحدد لخريطة الطريق رغم أن شارون يدّعي أن خطته جزء من تنفيذ خطة السلام الدولية.