تعهّد الرئيس الأمريكي جورج بوش بعدم «الهروب» من العراق معتبرا أنه يستحق أن ينتخب لفترة رئاسية ثانية لأنه أظهر قدرته على التعامل مع «الأوقات الصعبة»، على حدّ قوله.. كما توجه بوش الإبن في حديث أدلى به لصحيفة «واشنطن تايمز» بانتقادات الى والده لاتخاذه قرار «الفرار» من بغداد عام 1991. وجاءت تصريحات الرئيس الأمريكي هذه في سلسلة أحاديث أجرتها معه «واشنطن تايمز» الأمريكية ونشرت مقتطفات منها أمس تحدث فيها عن الوضع في العراق. وعن بعض المسائل المتعلقة بالانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر القادم. وقد أدى الرئيس الأمريكي أمس زيارة الى البنتاغون دافع خلالها عن وزيره للدفاع دونالد رامسفيلد وقال ان أمريكا مدينة لهذا الأخير كما أكد بوش أن القوات الأمريكية باقية في العراق الى أجل غير مسمى. ونقلت «واشنطن تاميز» عن بوش قوله انه لن يلوذ بالفرار من العراق مثلما كان قد فعل والده عام 1991 عندما شنّ حربا ضدّ العراق عام 1990 لكنه أنهى هذه الحرب دون أن يسقط نظام الرئيس صدام حسين آنذاك. وقالت الصحيفة ان بوش الابن عازم على عدم تكرار «خطأين رئيسيين» ارتكبهما والده الذي بقي في الرئاسة لفترة واحدة وهما التخلي عن العراق وعدم إلحاق هزيمة بالديمقراطيين الأمريكيين. ونقلت الصحيفة عن بوش قوله ان الحرية ستسود مادامت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها لا يبعثون ب»رسائل مشوشة» للشعب العراقي ومادامت قوات «التحالف» لا تتراجع في مواجهة من وصفهم ب»الانتحاريين». وشرح بوش الأسباب التي اعتبر أنه يستحق عنها الانتخاب لفترة ثانية وقال «لقد أثبت أولا للشعب الأمريكي أنني قادر على التعامل مع الأوقات الصعبة»، مضيفا «مشكلة الرئاسة هي أنك لا تعرف ما ينتظرك في الزاوية ومن الأفضل أن يكون لديك رئيس قادر على اتخاذ القرارات حين تتأزم الأمور»، على حدّ تعبيره. وقالت الصحيفة الأمريكية ان بوش اغتاظ كثيرا حين هاجم منافسه الديمقراطي جون كيري «التحالف» الذي تقوده الولاياتالمتحدة في العراق والذي وصفه ب»التحالف المختلق» وب»تحالف المرتشين المشوّه». ونقلت الصحيفة عن بوش قوله ردّا على ذلك «نعم، حسنا، بعض الناس يقولون أحيانا ما يندمون عليه.. وخلال الحملة الانتخابية سيحدث تمحيص كبير لأقوال الناس». وتابع بوش قوله «أنا واثق من أن مثل هذا التصريح سيظلّ في الذاكرة وسنجعل الشعب الأمريكي يقرّر ما إذا كان له أي فائدة في هذا الخصوص». وقالت الصحيفة ان حديث بوش هو الأول في سلسلة تقارير تستند الى كتاب جديد بعنوان «سوء فهم.. الرئيس يحارب الإرهاب وجون كيري وأعداء بوش» الذي كتبه مراسل البيت الابيض بيل سامون. واستند عنوان الكتاب في جزء منه الى تصريح للرئيس الأمريكي في نوفمبر عام 2000 في اليوم الأخير من حملته الرئاسية الأولى. وكان بوش قد قال في ذلك اليوم عمن لم يؤيده «لقد أساؤوا فهمي». ونقلت الصحيفة عن بوش في أحد الاحاديث التي كانت قد أجرتها معه في مكتبه بالبيت الأبيض أحب أن أبقي الآمال عند حد منخفض.. فمن الأفضل أن يفاجأ الناس بدلا من أن يصابوا بالإحباط.