تولي الحكومة التونسية أهمية خاصة إلى الجولة الخليجية التي سيشرع فيها، بداية من يوم 15 حتى 19 مارس الجاري، رئيس الحكومة الجديد، وهو ما أكده مهدي جمعة خلال لقاء خاص مع عدد من مراسلي وسائل الإعلام الخليجية في تونس، ومنهم "العربية.نت". وتأتي هذه الزيارة بعد شهر من مغادرة حركة النهضة الإسلامية الحكم وتكوين حكومة كفاءات مستقلة، كما أنها تتزامن مع مواقف خليجية، وخاصة سعودية حازمة، تجاه الجماعات الدينية وخصوصاً حركة الإخوان القريبة فكرياً وتنظيمياً من حركة النهضة التونسية. محاربة الإرهاب أولاً وفي هذا السياق قال جمعة "إن الإرهاب خطر يهدد المنطقة، ومحاربته تمثل قاسماً مشتركاً مع كل الدول ومنها الخليجية، ومن هنا فإن من الطبيعي التباحث مع الخليجيين في سبل دعم التعاون والتنسيق في هذا المجال". وأكد رئيس الحكومة التونسية أن حكومته جادة في تفعيل العلاقات الدبلوماسية مع الدول الخليجية، ما يجعل من أهداف الزيارة "التأكيد على عمق الروابط التي تجمع تونس بالخليج العربي"، وفق تأكيد مهدي جمعة. كما بيّن أن "العلاقات مع السعودية هامة باعتبار الثقل التاريخي والحضاري للمملكة"، مضيفاً "سنحرص على مزيد دعمها وتنقيتها من كل ما من شأنه أن يؤخر انطلاقتها". أهمية الخليج بالنسبة لتونس وشدّد أيضاً على أن "العلاقات مع دول الخليج استراتيجية وشاملة ولا تقتصر على التبادل المالي والاقتصادي فقط"، مشيراً في هذا الإطار إلى كون "العلاقات التجارية والاقتصادية لا تزال دون المستوى المأمول، ولابد من البحث في آليات عملية لتطويرها بما يخدم مصلحة الطرفين". وقال مهدي جمعة: "إن حكومته حريصة في سياستها الخارجية وخاصة مع دول الخليج على عدم التدخل في شؤون الدول"، وفي هذا السياق أشار جمعة إلى أن "الخلافات داخل البيت الخليجي شأن داخلي، وتونس لا تتدخل فيها، وهي ستحلّ بفضل حكمة القادة الخليجيين". وحرص جمعة على إبراز أن الهدف من وراء جولته الخليجية هو التأكيد على تفعيل علاقات شراكة تكون منافعها متبادلة للجانبين التونسي والخليجي، على اعتبار أن لكل بلد مصالحه وخياراته، وهذا هو جوهر العلاقات الدولية. تونس لا تصدر إرهابا أو ثورة وأوضح أن "غايتنا هي التعريف بتونس وبالإبداع التونسي وبصورة تونس المنفتحة على الجميع.. تونس اليوم لا تصدّر لا إرهاباً ولا ثورة"، بحسب تعبير جمعة. وقال رئيس الحكومة التونسية: "إن القرار في تونس سيادي، وهذا لا سبيل للتفريط فيه، ولا نقبل بالإملاءات من أية جهة ومن أي طرفٍ كان"، ونفى في هذا السياق أن تكون هناك جهة عربية أو أجنبية قد اشترطت شروطاً مسبقة لدعم التعاون خاصة المالي والاقتصادي مع تونس. كما نفى أن يكون إطار الجولة الخليجية يتمثل في البحث عن دعمٍ لتونس بعد خروج حركة النهضة الإسلامية من الحكم. وأشار جمعة إلى أن التوجّه العام لزيارته هو تقديم صورة تونس اليوم، وأن هناك رؤية سياسية واضحة تساعد على إقامة علاقات جدية، وتفعيل التعاون وتشجيع الاستثمارات على أساس المصالح والمنافع المشتركة. وأبان أن هذا المبدأ هو جوهر وأساس الدبلوماسية التونسية مع كل الدول.