فور عودته من باريس بعد زيارة عمل لفرنسا دامت يومين، عقد رئيس الحكومة السيد مهدي جمعة صباح اليوم بقاعة التشريفات بمطار تونسقرطاج الدولي ندوة صحفية حضرها وزير الشؤون الخارجية السيد منجي حامدي ووزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكنولوجيا المعلومات والاتصال السيد توفيق الجلاصي ووزيرة السياحة السيدة آمال كربول والوزير لدى رئيس الحكومة المكلف بتنسيق ومتابعة الشؤون الاقتصادية السيد نضال الورفلي. وأوضح رئيس الحكومة أن الزيارة تندرج في إطار دعم العلاقات السياسية وتنشيط التعاون الاقتصادي والعلمي بين البلدين مبينا أن بلادنا بدأت تستعيد هدوءها ونشاطها الاقتصادي . وتطرق السيد مهدي جمعة إلى فحوى اللقاءات الرسمية التي جمعته بكبار المسؤولين الفرنسيين، حيث كانت له محادثات مع الرئيس فرانسوا هولاند وتم التعبير عن الارتياح لمستوى العلاقات المتجددة بين البلدين وعمقها علاوة عن اللقاءات مع الوزير الأول الفرنسي ووزير الخارجية ورئيس البرلمان ووزير الاقتصاد ومع عدد من ورجال الاعمال الفرنسيين. دولتنا ذات سيادة تحترم نفسها ولا تطلب العون ونقل رئيس الحكومة تأكيد المسؤولين الفرنسيين ورجال الأعمال الذين جمعتهم مع الوفد التونسي لقاءات رسمية وثنائية دعمهم للعلاقات السياسية والاقتصادية ومساندة تجربة الانتقال الديمقراطي في تونس مبرزا أنه تمت الدعوة لتنظيم مؤتمر اقتصادي كبير بتنظيم تونسي ومساعدة فرنسية في شهر سبتمبر المقبل تحت عنوان "مؤتمر أصدقاء تونس" وقال رئيس الحكومة إننا نرغب في انجاح هذه المناسبة بما يحقق دعما اقتصاديا واستثماريا هاما لاقتصادنا مشيرا إلى أن الزيارات الرسمية التي يقوم بها إلى عدد من الدول الصديقة والشقيقة وعلى عكس ما يروج له لم تكن بهدف طلب المساعدة أو مد يد العون المادي من هذه الدول بقدر ما تهدف إلى توضيح الصورة وشرح الأوضاع و الصعوبات التي تمر بها في المرحلة الانتقالية مضيفا، نحن دولة ذات سيادة تحترم نفسها ولا تطلب الإعانة. وأشار مهدي جمعة إلى محادثاته مع المسؤولين الفرنسيين حول التعاون الأمني بين البلدين سيما في مجالات التجهيزات المتطورة وتبادل الخبرات في هذا المجال مبينا تسجيل تطور في الإمكانيات البشرية واللوجستية التي أكد أنها تبقى متواضعة مقارنة بالتحديات المطروحة أمامها. وأفاد رئيس الحكومة أن الزيارة مكنت من لقاء عدد من أفراد الجالية التونسية في فرنسا محييا دورهم في الدورة الاقتصادية في تونس ومؤكدا استعدادهم التام للتعاون وخدمة للتعاون وخدمة بلادهم والقيام بواجبهم نحوها كل حسب موقعه. وإجابة عن أسئلة عدد من الصحفيين، أكد رئيس الحكومة أنه لمس تجاوبا كبيرا من المسؤولين الفرنسيين ولمس رغبة صادقة في التسريع في اقامة أطر متينة للتعاون البناء، مضيفا أنه تم تناول الوضع الأمني الإقليمي والمتوسطي للبلدين حيث أكد الجانبان على ضرورة الدفع نحو إيجاد الحلول المناسبة للمنطقة بعدد من الصيغ المطروحة وخاصة فكرة إقامة مؤتمر حول الشقيقة ليبيا بمشاركة الأطراف المعنية وتحت إشراف الأممالمتحدة. وقال إن تأمين الحدود يهم بلادنا بما يضمن الانصراف إلى ترتيب البيت الداخلي على أكثر من صعيد، مشيرا إلى التعاون مع الجانب الفرنسي ومع الدول الصديقة والشقيقة في هذا المجال. وحول نتائج زيارته إلى فرنسا، أبرز رئيس الحكومة أن النتائج لا تكون آنية بقدر ما يتم الإعلان عنها في إبانها مشيرا إلى موافقة البنك الدولي يوم أمس على منح تونس قرضا بقيمة 250 مليون دولار كثمرة من الزيارة التي أداها مؤخرا إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية ونتيجة الاتفاقيات التي تم إمضاؤها في واشنطن بين تونس وعدد من المؤسسات المالية الدولية والتي ستعلن نتائجها عند تحققها. وأكد السيد مهدي جمعة في ختام الندوة الصحفية أهمية القيام بالإصلاحات الهيكلية في المجال الاقتصادي وتقليص العجز وتوجيه القروض نحو التنمية وخلق الثروة مبرزا أهمية الاشتغال والعودة للعمل وعدم الانتظار، وقال إننا سنقوم بواجبنا ونقدم المقترحات ونتوافق عليها خلال مؤتمر الحوار الاقتصادي نهاية شهر ماي بعيدا عن التجاذبات السياسية حتى ننجح اقتصاديا كما نجحنا سياسيا.