كانت مدينة بومرداس على موعد مع الإبداعات الشعرية النسائية وذلك على امتداد يومين كاملين حيث عرفت هذه المدينة حركية ثقافية متميزة وذلك بمناسبة انتظام فعاليات ملتقى النساء الشاعرات في دورته الثانية بين يومي 8 و9 ماي تحت عنوان الصورة الشعرية في قصائد الشاعرات التونسيات : مفهومها ودلالاتها والذي انتظم تحت اشراف المندوبية الجهوية بالمهدية واللجنة الثقافية الجهوية واللجنة المحلية ببومرداس ودار الثقافة ببومرداس وتحت سامي اشراف السيد محمد الأمين العابد والي المهدية الذي افتتح هذا الملتقى بتدشين المعارض : معرض الفنون التشكيلية ومعرض اللوحات المائية والزيتية وفن الحفر والنحت والخزف للفنان هشام التونسي ثم ألقى كلمة الافتتاح لتنطلق بذلك فعاليات الملتقى. والذي واكب الفعاليات يلاحظ بكل تأكيد نجاح هذا المهرجان الشعري على جميع المستويات حيث تميز بنجاح التنظيم والحضور الجماهيري المكثف بالاضافة الى الوجوه الثقافية اللامعة التي حضرت هذا الملتقى الذي تنوعت فقراته وتميزت بالثراء فخلال اليوم الأول تم تكريم السيد المنصف بن عبد الله والأديب علي الحوسي. ثم تم الاستماع إلى قراءات شعرية للشاعرة المتألقة آمال موسى والتي شدت الحضور بأحلى ابداعاتها وإثر ذلك انطلقت الجلسة العلمية الأولى برئاسة الشاعر والأستاذ نور الدين صمود وتضمنت أربع مداخلات الأولى للشاعرة نجاة العدواني : صورة الذات وتجلياتها الشعرية في ديوان خجل الياقوت لآمال موسى والثانية للأستاذ أحمد عامر حول صورة المرأة في قصائد فاطمة بن فضيلة وكانت المداخلة الثالثة للقاصة والأستاذة منيرة الرزقي حول تطوّر الصورة الشعرية في تجربة نجاة العدواني واختتم الجلسة العلمية بمداخلة الدكتور مصطفى المدائني والتي تمحورت حول «الشاعرية في ديوان برزخ طائر لفوزية العلوي». وقد تم اختتام فعاليات اليوم الأول اثر النقاش والاستماع الى الثنائي الشعري سلوى الفندري وعبد السلام لصيلع ثم قراءات لنجاة العدواني. **مسابقة وفي اليوم الثاني ومنذ الساعة العاشرة صباحا انطلق سير ورشتي عمل الأولى انتاجات مسابقة الشاعرات والتي أشرف عليها الشاعر والأستاذ نور الدين صمود والصحفي والناقد الصحبي بن منصور والورشة الثانية ورشة الكتابة الشعرية تحت اشراف الأديب الكبير مصطفى الفارسي والشاعر عمار النميري والذي ألقى بالمناسبة بعض ابداعاته الجديدة : وفي الساعة الثانية عشرة تمتع الجمهور الحاضر بابداعات الشاعرات ضيفات الملتقى حيث استمعنا إلى كل من بسمة الحذيري وبشرى الهوني وسمية رجب وريم قيدوز وضحى بالطاهر والشاعرة الصغيرة هيفاء الفارسي (ابنة الأديب مصطفى الفارسي). ومع نهاية فعاليات الملتقى تمت تلاوة تقرير لجنة التحكيم والمتكونة من السيدين : محمد ساسي وعبد الحميد بريك والسيدة بسمة الحذيري وقد أسندت الجائزة الأولى الى الشاعرة آمال بربورة عن قصيدة أغنية الليل والجائزة الثانية إلى الشاعرة خديجة الغرسلي وقد تم اسناد جوائز تشجيعية لبعض المشاركات الى كل من منية صالح وفاطمة سعيد وعجمية شبيل. ثم تمت تلاوة البيان الختامي من طرف المشاركين في الدورة الثانية من ملتقى النساء الشاعرات والذين نوهوا بالنجاح التنظيمي للملتقى وحرص المسؤولين الجهويين والمحليين على أن تدور فعاليته في أفضل صورة وهو ما كان. كما تمت الاشادة بالحضور الجماهيري وجودة المحاضرات والتوصية بدعم هذا الملتقى بما يضمن زيادة اشعاعه جهويا ووطنيا. ويجب في الختام أن ننوه كذلك بالأنشطة التي تمت على هامش هذا الملتقى كالقراءات الشعرية لشعراء شبان من الجهة مثل الشاعر الواعد حازم الشريف وبعض البراعم الأخرى. كما يجب أن نذكر حفاوة أهل بومرداس هذه المدينة الصغيرة الكبيرة برحابة أهلها ومسؤوليها وعلى رأسهم المعتمد السيد بلقاسم المرزوقي وهو شاعر وقد حضر كل فعاليات الملتقى وشارك في النقاشات وتبادل الآراء كذلك المجهود الجبار الذي بذله مديرا دار الثقافة السيد عبد الكريم عزاز لإنجاح هذا الملتقى ولضمان اقامة مريحة للضيوف.