وجهت أمس المقاومة الفلسطينية صفعة أخرى للصهاينة حيث نجحت في تدمير مدرعة في رفح وقتل 6 جنود اسرائيليين على الأقل وجرح 5 آخرين. وتلقى الجيش الاسرائيلي الصفعة الجديدة في وقت كانت فيه دباباته ومروحياته تقصف لليوم الثاني على التوالي حي الزيتون في غزة مما تسبب في سقوط 4 شهداء آخرين وعدد كبير من الجرحى، وذلك بذريعة استرجاع اشلاء الجنود الذين قتلوا أول أمس في عملية للمقاومة داخل الحي نفسه. وكما حدث مع ناقلة الجند أول أمس في حي الزيتون، استخدمت المقاومة الفلسطينية عبوة ناسفة كبيرة لضرب المدرعة الاسرائيلية التي كانت ضمن رتل من الآليات العسكرية في الشريط الحدودي بين قطاع غزة ومصر في مستوى مدينة رفح. **صفعة جديدة وأكدت «سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي التي سارعت إلى تبني العملية ان مقاتليها تمكنوا من تفجير دبابة اسرائيلية وتدميرها بالكامل مما أدى إلى مقتل 5 عسكريين صهاينة كانوا بداخلها فيما أكدت مصادر فلسطينية من المقاومة ان 6 عسكريين اسرائيليين قتلوا وجرح 5 آخرون. وبالتوازي تقريبا مع بيان سرايا القدس أعلن مسؤول في حركة الجهاد الاسلامي في تصريح لوكالة الانباء الفرنسية ان 5 جنود اسرائيليين على الأقل لقوا مصرعهم في العملية مؤكدا ان المقاتلين الذين فجروا العبوة عن طريق جهاز للتحكم عن بعد حملوا جثة كاملة تقريبا لأحد الجنود الاسرائيليين القتلى. وفي رفح أقيمت احتفالات بنجاح العملية فيما أكد مقاتلون من «سرايا القدس» بواسطة مكبرات الصوت ان جميع الجنود الاسرائيليين الذين كانوا في المدرعة قتلوا. وفي الوقت نفسه تقريبا ذكرت القناة الثانية في التلفزيون العبري ان خسائر الجيش الاسرائيلي في هذه العملية كبيرة جدا. وكانت مصادر متطابقة اشارت إلى حدوث انفجار ضخم تسبب في تطاير حطام المدرعة فيما تحدثت مصادر فلسطينية على الفور عن تناثر اشلاء قتلى اسرائيليين. وتمثلت صورة العملية التي أدت حسب بعض المصادر إلى تدمير أكثر من آلية في تفجير عبوة صغيرة أدت إلى توقف عربة خفيفة كانت ضمن قافلة لجيش الاحتلال. وتوجهت مدرعتان باتجاه السيارة المتوقفة. وفي هذه اللحظة بالذات فجر المقاومون عبوة ناسفة ضخمة مما أدى إلى تدمير مدرعة واحدة على الأقل. وبعد ساعات من العملية التي تابعت الحكومة الاسرائيلية بقيادة شارون كل تطوراتها اغارت مروحية اسرائيلية على هدف جنوبي قطاع غزة. **ابادة لأجل اشلاء ! وبعد الاعتداءات الواسعة التي أوقعت أول أمس 8 شهداء وأكثر من 120 جريحا. ظلت القوات الصهيونية الليلة قبل الماضية مرابطة في حيّ الزيتون في مواقع محصنة وعلى سطوح البنايات إلى أن عاودت صباح أمس عمليات القصف والتمشيط. وظلت قوات الاحتلال مرابطة في الحي المحاصر بعشرات الدبابات والآليات العسكرية الأخرى تنفيذا لأوامر قائد الجيش الاسرائيلي «موشي يعلون» الذي قال في وقت سابق ان احتلال حي الزيتون سيتواصل إلى حين استعادة بقايا جثث الجنود الستة. وفي الوقت ذاته كان وزير المالية الصهيوني بنيامين نتانياهو قد اقترح خلال اجتماع الحكومة المصغرة مساء الثلاثاء قطع الماء والكهرباء عن غزة إلى حين استرجاع الأشلاء بينما اقترح وزير الخارجية سيلفان شالوم إبعاد الرئيس ياسر عرفات حسب ما ذكرته أمس الاذاعة العبرية. وبعد انحسار ظلام الليلة قبل الماضية عاودت القوات الصهيونية قصف الحي بالمروحيات وبنيران الرشاشات الثقيلة. وسقط 3 شهداء و10 جرحى في غارة جوية على منزل في المنطقة التي فجر فيها المقاومون ناقلة الجنود المدرعة أول أمس. وقالت مصادر طبية فلسطينية ان من بين الجرحى أطفالا. وكان 6 فلسطينيين قد جرحوا في غارة جوية سابقة على منزل مناضل فلسطيني في الحي المطوق بالكامل. وفي وقت لاحق استشهد مدحت البنا (35 عاما) وهو بائع متجول بعد اصابته برصاص جنود الاحتلال من أحد الأزقة. وبعد سقوط الشهداء الأربعة تم الاعلان في غزة عن التوصل إلى اتفاق ينص على مبادلة اشلاء الجنود الاسرائيليين مقابل جثامين الشهداء (بينهم عديد الاستشهاديين) الذين يحتجزهم الكيان الاسرائيلي منذ سنوات طويلة وكذلك مقابل انسحاب قوات الاحتلال من حي الزيتون. وأكد خضر حبيب القيادي في حركة الجهاد الاسلامي في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية ان الاتفاق حصل من خلال دبلوماسيين مصريين ومسؤولين من السلطة الفلسطينية مشيرا إلى ان تنظيمي كتائب شهداء الأقصى و»سرايا القدس» اللذين يحتجزان الاشلاء الاسرائيلية قبلا بالاتفاق. وأكدت كتائب شهداء الأقصى من جهتها التوصل إلى اتفاق حول مقايضة الاشلاء بجثامين الشهداء (ما بين 15 و20 جثمانا) زيادة على انسحاب قوات الاحتلال من حي الزيتون. **اقتحامات ومواجهات ولم تسلم الضفة الغربية بدورها من الاعتداءات الاسرائيلية التي شملت أمس أكثر من مدينة ومخيم وأوقعت عددا من المصابين الفلسطينيين. واجتاحت قوة اسرائيلية صباح أمس الحي الجنوبي لجنين وقامت بتمشيط المنازل واشتبكت مع رجال المقاومة. وفي قرية «عزون» القريبة من قلقيلية كان جنود الاحتلال قدد اعتقلوا الليلة قبل الماضية أثناء توغلهم في القرية، 16 شابا في مقهى. واقتحم الجيش الاسرائيلي فجر أمس قرية «عنبتا» الواقعة شرقي طولكرم واعتقل 4 شبان. وفي مخيم بلاطة بنابلس جرح أمس 5 فلسطينيين خلال اشتباكات مع القوات الاسرائيلية. ومن مجموع المصابين جرح 4 فلسطينيين اثر انفجار قنبلة كانوا يحاولون زرعها على جانب طريق تسلكه الآليات العسكرية الاسرائيلية. واعتقل جنود الاحتلال أحد الجرحى أثناء نقله إلى المستشفى. ومن بين الجرحى أيضا شاب أصيب في الرأس برصاص الجنود الصهاينة خلال اشتباكات بين المنتفضين الفلسطينيين.