قتلت أمس المقاومة الفلسطينية ما لا يقل عن جنود صهاينة ودمرت دبابتين وناقلة جند وجرافة عسكرية خلال تصديها للاجتياح الإسرائيلي لحي الزيتون في غزة. وفي المقابل سقط 8 شهداء وعشرات الجرحى خلال العدوان الإسرائيلي الواسع الذي أدى مجددا الى تقسيم قطاع غزة الى أجزاء معزولةعن بعضها تماما. وكان الاجتياح الاسرائيلي لحي الزيتون قد بدأ منذ ما بعد منتصف الليلة قبل الماضية بتوغل محدود لسيارات وعربات عسكرية اسرائيلية في اطار عملية لتصفية بعض المقاومين وتدمير ورشة تقول تل أبيب أنها تنتج صواريخ «القسام» التي تستخدمها بالذات حركة «حماس».... لكن الصهاينة ضاعفوا من مستوى اعتداءاتهم خصوصا بعد أن تكبدوا عددا كبيرا من القتلى وخسائر فادحة في العتاد. **صفعة مدوية وبعد ساعات قليلة من بدء العدوان الإسرائيلي على حي الزيتون الواقع في الجهة الجنوبيةالشرقية من مدينة غزة تمكن مقاتلوا كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة «حماس» من نصب كمين لناقلة جند اسرائيلية كانت تحمل كمية من المتفجرات لاستخدامها في تفجير ورشات حدادة ومنازل في الحي. وفجر المقاتلون عبوة ناسفة أو أكثر تزن عشرات الكيلوغرامات مما أدى إلى تدمير الناقلة تماما ومصرع جنود كانوا على متنها، على الفور... وأكد بيان لكتائب القسام أنه تم اطلاق صاروخ «بتار» (مضاد للدروع) على الناقلة فتوقفت في المكان الذي زرعت فيه عبوات جانبية. وحين توقفت الناقلة تم تفجير عبوة أو أكثر مما ادى الى احتراق الناقلة المدرعة بالكامل وتطاير حطامها وكذلك اشلاء الجنود الذين كانوا على متنها وهو ما تظهره اللقطات في شريط الفيديو الذي صورته كتائب القسام لتوثيق العملية. واعترف الجيش الإسرائيلي لاحقا بمصرع العسكريين الستة بعد أن رفعت الرقابة العسكرية الصهيونية التعتيم المفروض على خسائر قوات الاحتلال في حي الزيتون. وأكدت كتائب القسام في بيانات منفصلة أن مقاتليها تمكنوا خلال صد الاجتياح من تدمير دبابتين بواسطة العبوات الجانبية فيما أعلنت «سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي من جهتها في شريط فيديو أن مقاتليها دمروا دبابة قرب مسجد الرحمان في حي الزيتون. وقبل هذا كان رجال المقاومة الفلسطينية قد الحقوا أضرارا فادحة بجرافة عسكرية صهيونية كانت تشارك في الاجتياح مستخدمين ايضا العبوات الناسفة وهو ما أكده شهود في الحي، وأدى هذا الهجوم ايضا الى اصابة جندي اسرائيلي وقالت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ان مقاتليها تمكنوا من قنص جندي اسرائيلي كان متمركزا على سطح بناية في حي الزيتون مشيرة الى أن يسارة اسرائيلية نقلت الجندي المصاب الى خارج حي الزيتون. وعقب مقتل العسكريين الصهاينة الستة في الكمين الذي نصبه مقاتلو «حماس» دفعت قوات الاحتلال بأكثر من 30 دبابة اضافية ووحدات خاصة الى حي الزيتونة الذي تعرض لحصار كامل بالتزامن مع قصف بواسطة الدبابات والمروحيات الهجومية. وأكدت مصادر من المقاومة الفلسطينية أن حوالي 70 دبابة وآلية اسرائيلية شاركت في الحصار. وحسب جيش الاحتلال فإنه دمر بعض ورش الحدادة وأكثر من 30 آلة خراطة بدعوى أنها تستخدم لانتاج صواريخ من نوع «القسام 6» التي سقط منها صاروخان صباح أمس على جنوبفلسطينالمحتلة (قبالة قطاع غزة) لكنهما لم ينفجرا حسب مصدر عسكري صهيوني. **استبسال وشهداء وجرحى بالجملة واستبسلت المقاومة الفلسطينية في التصدي للاجتياح الصهيوني الواسع وهو ما يفسر العدد المرتفع من الشهداء والجرحى. وحسب حصيلة غير نهائية فقد استشهد 8 فلسطينيين على الأقل بينهم مقاتلان من «حماس» في حين بلغ عدد الجرحى حوالي 100 جريح. وبين الجرحى حالات عدة خطيرة وفق المصادر الطبية الفلسطينية التي أكدت صعوبة الوضع في مستشفيات غزة كما أشارت إلى أن قوات الاحتلال منعت عربات الاسعاف من الوصول إلى الجرحى الفلسطينيين. وسقط أحد الشهداء وهو الصبي يوسف حجازي (12 عاما) في غارة جوية اسرائيلية استهدفت سيارة خالية من الركاب في حي الشجاعية شرقي غزة. وقالت «حماس» أن مقاتلي كتائب القسام اللذين استشهدا أمس في حي الزيتون هما عمر الججاوي وسعدي ناصر. ومن الشهداء الذين سقطوا أيضا خلال الاجتياح الفتى رامي محمد جعفر (16 عاما)