سقط امس ما لا يقل عن 20 شهيدا وعشرات الجرحى الفلسطينيين في سياق مذبحة صهيونية كبيرة في رفح بجنوب قطاع غزة بدعوى تدمر الانفاق التي تستخدم لتهريب السلاح. وقاوم الفلسطينيون هذا العدوان الوحشي المستمر ببسالة واعلنوا انه مستعدون لقتال الصهاينة حتى آخر رجل وآخر رصاصة. وسقط العدد الكبير من الشهداء والجرحى في غارات جوية واشتباكات بين المقاومين الفلسطينيين والقوات الصهيونية التي اجتاحت مخيم رفح والحقت به خرابا واسعا. وجاء هذا الاجتياح في سياق عملية عسكرية اسرائىلية كبيرة هدفها المعلن جعل عمليات تهريب الاسلحة صعبة جدا وربما مستحيلة بالنسبة الى الفلسطينيين. **إبادة جماعية ويخطط الجيش الصهيوني للقضاء تماما على مخيم رفح ومحوه من الوجود وهو ما يفسر الحملة العسكرية الكبيرة التي بدأت في الواقع في رفح منذ الاسبوع الماضي.. لكن قوات الاحتلال التي اطلقت على العدوان تسمية «قوس قزح وسحب» اقترفت مذبحة كبيرة في غضون عدة ساعات. ومن بين الشهداء الذين سقطوا منذ فجر امس في حي تل السلطان برفح الشقيقان محمد علي واسماء علي المغير (11 و15 عاما) اللذين نزفا حتى الموت داخل منزل والديهما بعد ان منعت قوات الاحتلال دخول سيارات الاسعاف الى الحي الذي اصابه دمار كبير بسبب القصف. وفي هذا الحي تحديدا وقعت صدامات عنيفة بين المقاومين الفلسطينيين في اطار هذا العدوان بحوالي 170 آلية عسكرية بين دبابات ومدرعات وناقلات جند وجرافات وغيرها. وبعد دخول سيارات الاسعاف الى حي تل السلطان من مخيم اللاجئين برفح عثر على المزيد من جثامين الشهداء في الشوارع وتحت انقاض المنازل المدمّرة. وخلال الصدامات العنيفة في تل السلطان بالخصوص استشهد عدد من مقاتلي سرايا القدس التابعة للجهاد الاسلامي وكتائب عزالدين القسام التابعة ل «حماس» وكتائب شهداء الاقصى. وأكدت مصادر فلسطينية ان 7 شهداء سقطوا دفعة واحدة حين اطلقت المروحيات الصهيونية صاروخين على الاقل فجر امس باتجاه تجمع للفلسطينيين في محيط مسجد بلال بن رباح الذي اصيب بشكل مباشر. واستشهد 3 فلسطينيين في غارة جوية مماثلة استهدفت تجمعا آخر في منطقة أخرى بمخيم رفح واستشهد بعض الفلسطينيين امس برصاص الوحدات الخاصة والقناصة الصهاينة الذين احتلوا اسطح عديد المنازل في تل السلطان وفي انحاء اخرى في مخيم رفح. وفي الوقت الذي كانت فيه المروحيات والدبابات تقصف المخيم قامت الجرافات الاسرائىلية بهدم عديد المنازل المشمولة بالقرار الذي اتخذته حكومة شارون والقاضي بهدم مئات المنازل الفلسطينية في مخيم رفح لتوسيع الشريط الحدودي الفاصل بين رفح الفلسطينية ورفح المصرية بذريعة منع الفلسطينيين من حفر انفاق لتهريب السلاح. ومنذ اول امس كان الجيش الاسرائىلي قد مهد لهذا العدوان الكبير بعزل منطقة رفح تماما عن العالم الخارجي وهو ما دفع عددا كبيرا من السكان الى النزوح. وبينما قال وزير الحرب الصهيوني شاؤول موفاز ان العملية الواسعة في رفح ليست مقيدة بحيّز زمني صرح قائد جيش الاحتلال موشي يعالون من جهته ان العدوان سيتواصل حتى يتم تدمير كل الانفاق المزعومة في المنطقة والقضاء على المقاومة. وبالتوازي مع اجتياح رفح نفذت القوات الصهيونية امس عمليات موازية في الضفة الغربية اوقعت شهيدين برصاص افراد الوحدات الخاصة الاسرائىلية في نابلس وفي قرية «عنزة» قرب جنين. كما توغلت قوة صهيونية كبيرة امس في مخيم طولكرم وتبادلت اطلاق النار بغزارة مع رجال المقاومة الفلسطينية. **حتى النهاية.. وعلى الرغم من ضراوة العدوان الذي تتعرض له منطقة رفح إلا ان فصائل المقاومة الفلسطينية التي تصدت جميعها للاجتياح اعلنت تصميمها على قتال الصهاينة حتى النهاية. وأكد ممثلون عن كل فصائل المقاومة وخصوصا سرايا القدس وكتائب القسام وكتائب الاقصى ان هذه الفصائل مجتمعة قررت القتال. وأعلنت كتائب عزالدين القسام امس ان مقاتليها فجروا امس دبابة اسرائىلية بواسطة عبوة تزن 100 كيلوغرام مما ادى الى تناثر اشلاء العسكريين الصهاينة الذين كانوا بداخلها في حي تل السلطان. واكدت كتائب شهداء الاقصى من جتها ان مقاتليها قتلوا جنديين اسرائىليين.