للعام الرابع على التوالي تقابل السينما التونسية بنوع من الاستياء من قبل مهرجان كان السينمائي الدولي الذي كان في يوم ما نافذة لإشعاع العديد من التجارب والسينمائيين أمثال نوري بوزيد وفريد بوغدير ومفيدة التلاتلي. وليست السينما وحدها التي فقدت اشعاعها وتميزها فالمسرح التونسي الذي كان منذ سنوات قريبة رائدا بين المسارح العربية وحتى العالمية أصبح باهتا محدودا على مستوى الابداع والتجديد خصوصا. لماذا هذا التراجع الذي ما انفك يشكل ظاهرة لا في قطاعي السينما والمسرح فقط وانما في العديد من القطاعات الثقافية والفنية الاخرى مثل الغناء والموسيقى والأدب؟! **سينما... الاكيد ان المتابعين للحركة الثقافية في تونس والمبدعين ذاتهم لاحظوا ان هناك تراجعا في مستوى الابداع التونسي سينما كانت او مسرحا او موسيقى، فعلى مستوى السينما يكاد فيلم «صمت القصور» لمفيدة التلاتلي يكون آخر محطة استحسنها الجمهور والنقاد معا.. أما التجارب اللاحقة رغم تنوعها وتباين مستواها الفني فقد قوبلت بانتقادات كثيرة ولم يستحسنها الجمهور. **المسرح وعلى صعيد المسرح فقدت التجربة التونسية وخصوصا تجربة الثمانينات وبداية التسعينات موقعها الريادي وخصوصا بين المسارح العربية.. فباستثناء بعض التجارب القليلة جدا التي مازالت تحاول اعطاء المسرح التونسي خاصية تميزه مثل تجارب الجعايبي والورغي أصبحت كل الفرق والشركات تطبق نظرية الاستنساخ.. وحتى التجارب التي كان لها موقعها في الماضي مثل «تجربة فو» كادت تتوقف. **خمول واستقالة ولعل ما يلاحظ اليوم في الساحة الابداعية وجود نوع من الخمول وربما الاستقالة لدى المبدعين.. وهناك فئة خيرت استسهال العملية الابداعية وأخرى انخرطت في تيار المقاولات والانتاج الكثيف على حساب الابداع والقيمة الفنية... فتحول الفن والابداع عندهم الى تجارة رخيصة.. وربما هذا ما دفع المبدعين الحقيقيين الى الاستقالة.