حوالي مليار ونصف، هي قيمة الدعم الذي خصصته وزارة الثقافة والشباب والترفيه، خلال هذا الموسم لقطاع الموسيقى. وكشف وزير الثقافة خلال الندوة الصحفية التي عقدها منذ أيام، ان هذا الدعم وقيمته بالضبط مليار و300 ألف دينار تتمتع به بالاساس المجموعات الموسيقية وعددها كما أشار الوزير 110. وبقدر ما يؤكد هذا الرقم، اي قيمة الدعم حرص الوزارة على دعم الموسيقى التونسية كقطاع فني وثقافي مثله مثل بقية القطاعات الاخرى، المسرحية والسينمائية والادبية، فانه يطرح بالتوازي سيلا من الاسئلة حول اشكال الدعم من جهة وواقع الموسيقى التونسية، والمجموعات تحديدا التي تتمتع بهذا الدعم! **غياب الابداع اذا انطلقنا من واقع الموسيقى التونسية اليوم، في مقارنة بواقع القطاعات الاخرى مثل المسرح والسينما، نلاحظ أن الجانب الابداعي وهو احد أبرز شروط الدعم، ويكاد يكون منعدما او غالبا، باستثناء التجارب الفردية او الجماعية التي تقوم بها فرق الدولة، وبعض الفرق الخاصة... وهذا الجانب أي الجانب الابداعي يظهر عادة في التظاهرات المختصة مثل مهرجان الموسيقى وفي المناسبات الخاصة، التي يختلقها اصحاب التجارب ذاتهم... وهذه التجارب لا يقبل عليها كذلك المستهلك العادي وبالتالي يصعب ترويجها في الاسواق... **دعم العروض ونظرا لغياب هذا الجانب، على مستوى الانتاج يذهب اغلب الدعم تقريبا الى التوزيع او الترويج الذي يتكثف نشاطه بالخصوص في فصل الصيف بمناسبة المهرجانات الصيفية... وهنا تطرح قضية العروض المدعومة، بمعنى الاعمال او العروض التي تستحق الدعم؟! فاذا كان جانب الابداع غائبا، فان كل الاعمال تصبح متساوية، بحيث يصبح الدعم بلا معنى، أي بلا مقاييس، ولا شروط... أضف الى ذلك عمل اصحاب العروض، في اسواق اخرى مثل الافراح والمطاعم وهي اسواق لا تتوفر للقطاعات الاخرى مثل المسرح والسينما والادب... **مطربو الاعراس والمطاعم هل يعقل مثلا ان يحصل المطربون والعازفون الذين يشتغلون في الاعراس والمطاعم على منح دعم؟! صحيح ان الدعم يحصلون عليه، عن العروض التي يقدمونها في التظاهرات، ولكن الانتاج هو نفسه في التظاهرات او في الاعراس، بل ان أغلب الانتاج عادة ما يكون لغيرهم اي ليس من انتاجهم الخاص... فهل يعقل ان يحصل فنان على دعم عن أغنية او معزوفة لغيره؟! المفروض هو ان يذهب الدعم الى الفنان المبدع الذي يبحث ويجرب ويقدم الاضافة للموسيقى التونسية...