هل يكون المستقلون في الانتخابات التشريعية القادمة خارج قائمات الاحزاب التي كانت تسعى دائما الى استقطاب الكثير منهم والاعتماد على وجوههم لتطعيم قائماتها الانتخابية. هذه الفرضية بدأت تتأكد الان بعد اعلان بعض أحزاب المعارضة بصفة مؤكدة بأنها ستعتمد على مناضليها فقط في تشكيل القائمات الانتخابية وأن النية في «الاستعانة» بالمستقلين تبدو بعيدة الآن. فرضية عدم الاستعانة بوجوه مستقلة في الانتخابات التشريعية القادمة أكدها الى حد الآن أعضاء من المكاتب السياسية لكل من حزب الوحدة الشعبية وحركة الديمقراطيين الاشتراكيين. ويقول مسؤول بحركة الديمقراطيين الاشتراكيين ان بعض الوجوه المستقلة التي عرضت على الحركة استعدادها للمشاركة في قائماتها الانتخابية مع المحافظة على لونها المستقل قد تم اعلامها بكل لطف بأنه من غير الممكن تمكينها من ذلك خاصة وأن الحركة ستواجه الكثير من الضغوطات الداخلية من مناضليها الراغبين في الترشح في التشريعية القادمة. وأمام هذا الامر ستكون الحركة مطالبة بوضع مقاييس وصفها مصدر «الشروق» بالموضوعية لتفادي اشكاليات اختيار المترشحين لقائماتها في التشريعية القادمة. نفس التوجه أكده أحد أعضاء المكتب السياسي لحزب الوحدة الشعبية ل»الشروق» أكد أن قيادة الحزب قد قررت رسميا عدم الاستعانة وفسح المجال أمام المستقلين للدخول في قائماتها الانتخابية. كما أن الاتحاد الوحدوي الديمقراطي ستكون قائماتها الانتخابية مقتصرة فقط على مناضليه دون سواهم. ظاهرة «المستقلين» برزت في الدورات الانتخابية السابقة حيث استعانت الاحزاب بهم لتطعيم قائماتها الانتخابية بل أن بعض من تلك الاحزاب جعلت من العديد من الوجوه المستقلة رؤساء للقائمات الانتخابية خاصة في الجهات والدوائر الداخلية. وكان العديد من المستقلين بمثابة الوجوه «المدللة» التي تملك حظو ة كبيرة داخل بعض الاحزاب التي لم يكن لها امتداد جغرافي يسمح بالترشح في كل الجهات. بل أن بعض الاحزاب السياسية عجزت في الانتخابات السابقة عن تقديم مرشحين في بعض الجهات التي عرفت في نفس الوقت ترشح أكثر من قائمة مستقلة مما يعني ان وجود المستقلين في تلك الجهات كان أكبر وأهم من وجود بعض الاحزاب السياسية المعارضة. لكن في مقابل اعلان بعض الاحزاب السياسية عن عدم استعدادها لفتح قائماتها الانتخابية أمام المستقلين لا تخفي احزاب اخرى من المعارضة استعدادها للقبول بترشح المستقلين ضمن قائماتها خاصة اذا كان لهم الاشعاع المطلوب اذي قد يضمن لقائماتها الفوز بمقاعد برلمانية. لكن الاشعاع وحده لا يمكن اعتباره السبب الوحيد امام رغبة بعض الاحزاب في استقطاب المستقلين بل ان السبب الاهم هو ادراك تلك الاحزاب لعجزها على الترشح بسهولة في كل الدوائر وتشكيل قائمات انتخابية تعتمد فيها على المنخرطين منها فقط. كل هذه المعطيات قد تجعل من ورقة «المستقلين» في الانتخابات القادمة الحلقة «الأضعف» رغم أن وجودهم وترشحهم قد يربك قائمات احزاب المعارضة بل ويضعفها داخل بعض الدوائر التي تكون فيها المنافسة قوية بين كل الاحزاب. هل فعلا سقط رهان «المستقلين» بالنسبة الى احزاب المعارضة في الانتخابات القادمة ام ان حلول موعد الترشحات سيعيد رسم الحسابات من جديد ويعيد لورقة المستقلين مفعولها...