ارتباطاً بتنامي الإرهاب في سوريا والعراق... ظهرت التنظيمات المتطرفة في دول المغرب العربي لتبايع "داعش" وهي تدفع الآلاف باتجاه المشاركة في القتال. كيف تتوزع المجموعات المسلحة في دول المغرب العربي وشمال أفريقيا؟ إعدام الرهينة الفرنسي إرفيه غوردل على يد مجموعة "جند الخلافة" في الجزائر يشكل تحولاً في عمل الجماعات المسلحة في دول شمال أفريقيا. هذه المنطقة من العالم لطالما التصق اسمها بالإرهاب، سواء عبر إلقاء القبض على مسلحين أو ملاحقتهم عبر الحدود بين ليبيا وتونس والمغرب، أو ليبيا والجزائر وصولاً حتى موريتانيا ومالي. في الجزائر، أعلنت المجموعات المسلحة سابقاً بيعتها "لداعش"، لتصبح امتداداً فعلياً للتنظيم في دول المغرب العربي، ناهيك عن الإجراءات الأمنية التي تفرضها الجزائر على حدودها مع كل من تونس وليبيا، بالإضافة إلى أنها تلقي القبض كل فترة على عدد من "المتسللين الارهابيين" كما تسميهم من ليبيا نحو الجزائر. المؤشرات الارهابية إذا جاز الوصف تلاحق ليبيا منذ الاطاحة بمعمر القذافي. بعض المجموعات المسلحة في ليبيا التابعة للدولة كقوات درع ليبيا، وقوات الإسناد الأمني، وميليشيات قوات مصراته. وخلال الثورة الليبية، انتشرت المجموعات المسلحة في البلاد، وتحديداً في بنغازي. فليبيا غارقة في الفوضى يقول رئيس مجلس نوابها، ويطالب بالمزيد من السلاح، وإلا فهناك المزيد من الارهاب، على ما قال صراحة عقيل صالح قويدر. وكما في ليبيا يكاد يكون أيضاً في تونس، كتيبة عقبة بن نافع المتمركزة في جبال الشعانبي أعلنت مبايعتها لتنظيم "دولة داعش". هذه المبايعة قرأ فيها البعض تغييراً في طريقة عمل المجموعة المسلحة لناحية الاستعداد للعمل على تصفية أهداف خارجية نصرة ل"داعش". لكن إذا كانت الطبيعة في الجزائر مثلاً حيث امتداد الجبال والصحراء الشاسعة تساعد في حرية نمو الإرهابيين وتنقلهم، فإنه من السهل على الأجهزة الأمنية في تونس محاصرة الارهابيين جراء ضيق المساحة التي يتحركون فيها. ربما تداخل الحدود بين دول المغرب العربي تؤدي إلى تداخل المخاطر التي تهدد هذه الدول. فإذا اشتعلت في إحدى هذه الدول، لا بد أن تصل الشظايا إلى بعض أو كل جيرانها.