صرح مدير المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات تونس مهدي المبروك اليوم الاربعاء لوكالة تونس افريقيا للأنباء وات بأن المؤشر العربي هو دراسة ينجزها المركز سنويا حيث يرصد مختلف اتجاهات الرأي العام العربي تجاه القضايا السياسية القومية والمحلية بما فيها تونس. وأفاد أن هذه الدراسة قد شملت 14 بلدا وتم فيها اعتماد تقنية الاستبيان المباشر لعينات 27 الف مواطن عربي موضحا أن النتائج أظهرت ما أسماه ب الصداع النصفي للآراء التي انقسمت الى نصف مثمن للإنجازات ونصف اخر متشائم ازاء مستقبل المنطقة السياسي والامني والاقتصادي وقدم المبروك خلال ندوة صحفية التامت اليوم بالعاصمة برنامج قياس الرأي العام العربي المؤشر العربي 2014 مشيرا الى أن هامش الخطأ لا يتعدى 3 بالمائة بما يجعله أضخم مشروع مسحي يجري تنفيذه في المنطقة العربية. واستعرض الاوضاع العامة لمواطني المنطقة العربية وتقييم الرأي العام لمؤسسات الدول وأداء الحكومات ليلاحظ تباينها بين ثقة مرتفعة بالأجهزة التنفيذية من عسكرية وشبه عسكرية وأقل من ذلك بخصوص السلطات القضائية والتنفيذية والتشريعية لتكون الثقة شبه منعدمة بالمجالس التشريعية والاحزاب السياسية. ووصف المبروك بالسلبي تقييم الرأي العام لآداء المجالس التشريعية في البلدان العربية على صعيد رقابتها للحكومات أو الرقابة على الانفاق أوالقيام بدورها بما يضمن رعاية مختلف فئات المجتمع ووضع تشريعات تساهم في ضمان حريات المواطنين. كما آفاد بأن تقييم أداء الحكومات على مستوى السياسات الخارجية والاقتصادية وبشأن مجموعة من السياسات العامة والخدمات غير ايجابي بالمجمل حيث انحازت أغلبية الرأي العام الى تقييم الاداء الحكومي بوصفه سلبيا. وأكد مهدى مبروك أيضا شبه اجماع الرأي العام العربي على أن الفساد المالي والإداري منتشر في البلاد العربية إذ أفاد 91 بالمائة بأنه منتشر جدا ملاحظا انقسام الآراء حول جدية الحكومات في محاربة الفساد المالي والاداري. وبخصوص اتجاهات الرأي العام نحو الديمقراطية أكد قدرة 87 بالمائة من مواطني المنطقة العربية على تقديم تعريف ذي محتوى للديمقراطية باعتبارها الضامن للحريات السياسية والمدنية. وأشار الى أن الرأي العام يعتبر النظام الديمقراطي هو النظام الاكثر ملاءمة لان يكون نظام حكم في بلدانهم مقارنة مع أنظمة أخرى ويرفض نظام الحكم السلطوي والانظمة التنافسية التي تقتصر على أحزاب بعينها والنظام القائم على الشريعة الاسلامية دون انتخابات وأحزاب سياسية. وعن الثورات العربية أظهرت نتائج الاستطلاع انقساما في الرأي العام العربي تجاه ما يسمى بثورات الربيع العربي وتطوراتها وذلك بين من يرى في الثورات عاملا مؤسسا لقواعد نظام ديمقراطي أطاح بالأنظمة الفاسدة وبين من يرى فيها سببا لانتشار الفوضى وغياب الامن وخراب مؤسسات الدولة وتأزم الاوضاع. يذكر أن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات هو مؤسسة بحثية عربية للعلوم السياسية والعلوم الاجتماعية التطبيقية والتاريخ الاقليمي والقضايا الجيو استراتيجية ويهتم بدارسة السياسات ونقدها وتقديم البدائل من خلال منهجيات تكاملية عابرة للتخصصات.