أبرزت نتائج استطلاع المؤشّر العربيّ لعام 2012 /2013 الذي أنجزه المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات أنّ 65 في المائة من التونسيين المستجوبين اعتبروا أنّ الوضع السياسي في تونس سيء جدا ورأى 45 في المائة منهم أنّ الوضع الاقتصادي لتونس سيء و39 في المائة منهم أنه سيء جدا. ومنح التونسيون المستجوبون الرقم 4 لتونس في تقييمهم لمستوى الديمقراطيّة حيث اعتمد الاستطلاع على مقياس رقمي من 1 إلى 10، إذ أنّ 1 يعني أنّ البلد غير ديمقراطي، و10 يعني أنّ البلد ديمقراطي إلى أبعد الحدود، ويشير الاستطلاع إلى أنّ مستوى الديمقراطية في البلدان العربيّة في المنتصف. وفي استطلاع التونسيين حول بعض المقولات وافق 52 في المائة من المستجوبين على مقولة "ليس من حقّ أيِّ جهة تكفيرُ الّذين ينتمون إلى أديانٍ أخرى" و58 في المائة منهم أيّدوا مقولة لا يحق للحكومة استخدام الدين للحصول على تأييد الناس لسياساتها. وأكّد 43 في المائة من التونسيين المستجوبين في استطلاع المؤشّر العربيّ لعام 2012 /2013 بأنّهم ليس لديهم مخاوفَ من زيادة نفوذ الحركات الإسلاميّة أو صعودها إلى الحكم، في حين أفاد 30 بالمائة منهم لديهم بعض المخاوف من زيادة النفوذ. وبشأن سؤال المستجوبين عن الدول الأكثر تهديدًا لأمن الوطن العربيّ أكّد 48 في المائة من التونسيين أنّ الكيان الصهيوني هو الأكثر تهديدا و27 في المائة منهم رأى أنّ الولاياتالمتحدةالأمريكية الأكثر الدول تهديدا لأمن الوطن العربيّ. ويذكر أنّ المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات نفّذ استطلاع المؤشّر العربيّ لعام 2012 /2013 في 14 بلدًا عربيًّا، هي: موريتانيا، والمغرب، والجزائر، وتونس، وليبيا، ومصر، والسّودان، وفلسطين، ولبنان، والأردن، والعراق، والسعوديّة، واليمن، والكويت، خلال الفترة الواقعة بين جويلية 2012 ومارس 2013. ويعادل مجموع سكّان المجتمعات التي نُفّذ فيها الاستطلاع 89 في المائة من عدد السكّان الإجماليّ لمجتمعات المنطقة العربيّة. وبذلك يكون هذا الاستطلاع أكبرَ مشروعِ مسحٍ ينفَّذ في المنطقة العربيّة للعام الثاني، بالتعاون مع مراكزَ وفرقٍ بحثية في البلدان المستطلعة، وتحت إشرافِ فريق المركز العربيّ، وتدريبه المباشر. والمؤشّرُ العربيُّ هو استطلاعٌ سنويّ ينفّذه المركز العربيّ في البلدان العربيّة، بهدف الوقوف على اتّجاهات الرّأي العامّ العربيّ نحو مجموعةٍ من الموضوعات: الاقتصاديّة، والاجتماعيّة، والسياسيّة، بما في ذلك اتّجاهات الرّأي العامّ نحو قضايا الدّيمقراطيّة، والمشاركة السياسية والمدنيّة. وأظهرت نتائج المؤشّر العربيّ تقييمًا إيجابيًّا للثورات العربيّة من جانب أكثريّة الرأي العامّ العربيّ؛ فقد رأى 61 في المائة من الرأي العامّ أنّ الثورات العربيّة والربيع العربيّ، هي تطوّرات إيجابيّة، مقابل 22 في المائة عبّرت عن تقييمٍ سلبيّ. وقد فسَّر الذين قيّموا الثورات بالسلبيّة ذلك بعدم تحقيق الثورات أهدافها، وحالة الاستقطاب السياسي الحادّ، وسوء الأوضاع الاقتصادية والخسائر البشرية الكبرى، ولم تتعدَّ نسبة الذين قيّموا الثورات بطريقةٍ سلبيّة انطلاقًا من موقفهم المعادي للثورات، 3 في المائة وهي النسبة التي ترى أنّ الربيع العربيّ مؤامرة أميركيّة إسلاميّة. وحول ثقة المواطنين العرب بمؤسّسات الدولة في بلدانهم كانت متباينة، ففي حين كانت لديهم ثقة مرتفعة بمؤسّسة الجيش، فإنّ الثقة ببقيّة المؤسّسات أقلّ من ذلك، وبصفةٍ عامّة، الثقة بالحكومة، وبمجلس النوّاب، وبالأحزاب السياسية، هي أقلّ من الثقة بالجيش وأجهزة الشرطة.