قال مسؤول اسرائيلي لماذا تلومون اسرائيل عندما نستعمل في قصفنا قنابل تزن طنا واحدا.. أمريكا مثلا تستعمل قنابل تزن سبعة أطنان ولا أحد يكلمها... هكذا صار المحافظون الجدد قدوة للنازيين الجدد.. وهو على حق فيما يقول لأن حرب أمريكا على العراق تتم نيابة عن اسرائيل... وقد زاد رامسفيلد فابتكر «المناولة» الحربية وسجل المرتزقة جزءا هاما من جيش التحرير... وزاد أكثر لما خصخص التعذيب وكشفت صور العار ان من بين مجرمي الحرب الذين استباحوا أجساد العراقيين وأعراضهم أناس لا يحملون الجنسية الأمريكية.. وهذا ليس بالغريب بعد ان صرح أحد المسؤولين في المخابرات الأمريكية قبل أشهر ان البنتاغون يجلب اخصائيين في التعذيب من دولة عربية مشرقية للحصول على اعترافات المعتقلين في غوانتنامو... والغريب فيما يحصل الآن هو انه بعد الصدمة الاولى تحولت ادارة بوش الى الهجوم المعاكس وصار التطبيل حول «شجاعة التعبير عن الاسف لما جرى في سجون العراق...» صار المدانون أصحاب فضل وعاد رامسفيلد الى عادته القديمة نافشا ريشه في «أبو غريب» ذاته، موقع الجرائم... أما بريمر المكلف المدني بتطبيق الفوضى فلقد أطل برأسه من بين القذورات المنشورة أخيرا ليقول «إن أمريكا راحلة من العراق في الموعد المحدد ما دام وجودها غير مرغوب فيه»... هذا جميل ولكنه أضاف : «ولكن لا اعتقد ان الحكومة العراقية ستطلب منا ذلك.. وبهذا مسح ما قاله قبل لحظة.. فكيف لحكومة عينها الاحتلال ان تطلب هذا... ليس هناك رجل جاء تحت إبطهم يقدر على النزول الى شوارع العراق.. وجلهم تركوا عائلاتهم خارج العراق.. وتذكرة العودة في جيوبهم والاكيد انهم ينامون ليلا دون نزع أحذيتهم... ولكن حبل الكذب قصير... من أسلحة الدمار الشامل.. الى المقابر الجماعية.. الى نشر الحرية.. الى كذبة تسليم السيادة لمن لا يتحكم حتى في تكّة سرواله... نار في العراق وحريق في أسعار البترول وحقد متعاظم في كل أرجاء المعمورة.. هذا هو حصاد ادارة بوش.. وحدها اسرائيل النووية.. اسرائيل العنصرية اسرائيل الدمار والاغتيال تنعم بالحصانة.. فالظلم يحمي الظلم ويجد شهود زور لتمريره. ولقد سئل بيريز صاحب جائزة نوبل ذات مرة عن تعذيب الفلسطينيين في سجونه فرد عليهم : برأيكم لو قدمنا لهم عصير برتقال هل سيعترفون؟!.. وهذا عنان الساكت عن انهيار الاممالمتحدة والمتشبث بالكرسي الذي فقد ثلاثة أرجل يدعو الى قيام قوة أممية في العراق.. لتخليص ادارة بوش من الورطة.. في حين انه صمّ أذنيه عن البادرة نفسها في فلسطين لحماية المدنيين العزل.. هكذا يبدو لي العالم اليوم.. غاب تحكمه الذئاب.. فمن يقبل بدور الخرفان!!!