قريبا تشرع بلدية تونس في استكمال المرحلة الثالثة من برنامج إصلاح وتهيئة المسرح البلدي بالعاصمة. وستنطلق أشغال التهيئة والإصلاح تحديدا مع موفى شهر جوان أي إثر اختتام الموسم الثقافي 20032004 حتى يكون المسرح جاهزا لاحتضان فعاليات مهرجان المدينة خلال شهر رمضان. وستشمل الإصلاحات تحديدا القسم المخصص للجمهور من تغيير للكراسي والزرابي أو المفروشات وسيقع الحفاظ على الطابع الجمالي العتيق بهذه التجهيزات حتى يظل المسرح معلما تاريخيا وحضاريا في مدينة تونس. هذه الإصلاحات وإن تبدو في الواقع عملا حضاريا يؤكد حرص البلدية على الحفاظ على معالمها التاريخية والحضارية في المدينة إلا أنها لا تعكس نفس الحرص الموجه للنشاط الثقافي. إذ بدون نشاط ثقافي يبقى المسرح البلدي ديكورا للفرجة فقط... ولعلّ أول سؤال يتبادر إلى الذهن عند سماع خبر إصلاح المسرح هو ماذا أعدت البلدية لتنشيطه.. وإن كنا نطرح هذا السؤال منذ الآن أي قبل البدء في الإصلاح فلأن الموسم الثقافي الجاري للمسرح والذي أشرف على الاختتام لم يسجّل أنشطة تذكر تحسب لفائدة البلدية... فباستثناء بعض العروض المحلية وعروض أيام قرطاج المسرحية ومهرجان المدينة ومهرجان الرقص وهي تظاهرات خارجة عن نشاط البلدية لم يسجل المسرح البلدي إلا عرضا واحدا أجنبيا «الشريرة» لساشا فيتري من فرنسا في حين كان هذا المعلم في مواسم سابقة ومنذ نشأته تقريبا بمثابة النافذة على الفنون والثقافات الأجنبية. ونأمل في الموسم الثقافي القادم أن تكون عناية البلدية بمسرحها كمعلم تاريخي وحضاري في نفس الحي الذي تخصصه للعروض الثقافية والفنية لأنه بلا عروض يصبح المسرح مجرّد «فيترينة» أو ديكور للفرجة فقط..