منذ انقضاء مهرجان المدينة بالعاصمة الذي انتظم خلال شهر نوفمبر من العام الماضي، تكاد أبواب المسرح البلدي لا تنفتح إلا نادرا... ولعل من آخر الأنشطة التي قدمها هذا الفضاء العريق والمؤثر في الشارع الثقافي التونسي مسرحية «أحنا هكة» لكمال التواتي وهي مسرحية لا تعكس في الواقع النشاط المألوف للمسرح البلدي وخصوصا نشاط بلدية تونس في المجال الثقافي... في هذا الموسم أي 2003/2004 اقتصرت عروض المسرح البلدي تقريبا على برنامج أيام قرطاج المسرحية ومهرجان المدينة وهما تظاهرتان في الواقع لكل منهما استقلاليتها بمعنى أن بلدية تونس لم تبرمج لهذا الموسم أنشطة ثقافية تذكر كما في المواسم الفارطة. وعلى عكس الموسم المنصرم مثلا، وخصوصا الموسم الذي سبقه بدت برمجة الموسم الجاري ضعيفة جدا... ففي الموسم الماضي مثلا، كانت هناك تظاهرات وعروض عدة، مثل المهرجان الشعبي للحكاية، وعروض مسرحيات وجاليات أجنبية ومحلية كثيرة في حين اقتصر برنامج الموسم الجاري كما أشرنا على مهرجاني المدينة وأيام قرطاج المسرحية.. وحسب مصدر من بلدية تونس فإن برمجة الأشهر المتبقية من الموسم خلال العام الجديد في المسرح البلدي ما زالت غير واضحة إلى الآن ويؤكد ذلك غياب نشرية البرنامج التي كانت تصدرها بلدية تونس في المواسم الفارطة... اضافة الى غياب المعلقات والملصقات التي كانت تضعها البلدية في واجهة وعلى جنبات المسرح لإعلام الجمهور بالمواعيد الفنية المنتظرة... ويعتقد مصدرنا أن ضعف برمجة المسرح البلدي في هذا الموسم تعود أساسا إلى مشاكل مادية بحتة، حالت دون اعداد البرنامج منذ انطلاق الموسم... أملنا أن تتفطن بلدية تونس الى هذا الموضوع فتسارع بتنشيط المسرح البلدي الذي يبقى أهم نافذة ثقافية وفنية للبلاد.