العرّاف نصر الشابي: «التفلسف» في الواقع لا علاقة له بالتنجيم العرّاف عبد السلام الامام: الواقع يكذب التوقع والتاريخ يحاسبنا جميعا * تونس «الشروق»: ذكر العرّاف حسن الشارني مؤخرا في صحيفة أسبوعية تونسية ان الرئيس العراقي المعتقل صدّام حسين «طليقوهو يقود المقاومة مع عزّت ابراهيم.. والمقبوض عليه من قبل الأمريكان هو شبيهه». وقبل أسابيع قال العرّاف الشارني أيضا ان عدي وقصي صدّام حسين على قيد الحياة... في حين ان زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن «شبع موت». هذا الكلام الذي جادت به قريحة الأستاذ الشارني أثار أسئلة كثيرة بداخلنا لعلّ أهمها مدى حجم جرأة المخيلة لدى بعض العرافين لقول مثل هذه المزاعم؟ ولأن الموضوع لا يتعلق بمسألة تافهة وإنما بمصير رئيس دولة في حجم العراق فقد ارتأينا طرح هذا الموضوع على الفلكيين الأستاذ نصر الشابي والأستاذ عبد السلام الإمام. كلام الأستاذ الشارني لا ينتهي عند الجملتين اللتين أوردناهما في بداية هذا المقال وإنما يتواصل في قوله «ما قالته ساجدة هو تصديق لما قلته سابقا (بالصحيفة) فما رأيناه في التلفزة إنا هو شبيه لصدام حسين وأمريكا شعرت بخطئها الذي ارتكبته عندما أخرجت نسخة صدّام قبل وقتها لأنه سيكون وثيقة ضدّهم خاصة وأن كوكب زحل دخل في برج الرئيس بوش (السرطان) وعن قريب سنشاهد فضائح أخرى يرتكبها الأمريكيون وسيتواصل حبل أكاذيبهم ولكنه سيكون حبلا قصيرا.. صدّام موجود بصحبة عزت ابراهيم وهو الذي يقود المقاومة العراقية وستظهر أشرطة تؤكد ذلك ولكن لن نرى هذه الأدلّة إلا في فترة الانتخابات (بين أكتوبر ونوفمبر) ورجوع صدّام في المستقبل إلى الحكم أمر صعب ولكن يمكننا أن نقول انه هو الذي يحكم الآن بطريقة غير مباشرة. *واضح وضبابي عرضنا هذا الكلام على الأستاذ نصر الشابي أولا فقال: «في البداية أن المنجّم الفلكي يخطئ ويصيب في توقعاته وكلامه المتعلّق بالعرافة. ولكن هناك أمور يفترض ألا «يتفلسف» فيها المنجّم والعرّاف لأنها واضحة وجليّة ولا تدخل تحت طائلة التنجيم أو العرافة أو التوقّع. السيد حسن الشارني بكلامه هذا يجعل الواضح غامضا والجليّ ضبابيا. كما أنه من العبث أن «ندحض» حقائق على الأرض بكلام لا علاقة له بالواقع. فالعالم من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب دول وحكومات ورؤساء وقادة وغيرهم قد أجمعوا على أن المعتقل هو الرئيس العراقي صدّام حسين، وهو أمر لا يحتاج إلى بحث طويل أو تحقيق معمّق أو غير ذلك، لأن المسألة واضحة وضوح الشمس. وكلامي هذا ينسحب أيضا على نجليه عدي وقصي وعلى زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. وفي رأيي فإن السيد الشارني قد خانته «حساباته الفلكية». *حسابات خاطئة أما المنجم الفلكي عبد السلام الامام فيعلق قائلا: «المعتقل هو الرئيس العراقي صدام حسين وما يدّعيه السيد الشارني لا أساس له من الصحة. إذ كيف يمكن أن نقبل مثل هذا الكلام إلا إذا أردنا أن نخالف الآخرين والحقائق لنعرف. الرئيس صدام حسين لم يقبض عليه في عملية عسكرية كتلك التي بثتها القنوات التلفزية ولكن كانت هناك وساطة على أن يقدّم صدام نفسه مقابل نفيه خارج العراق، والوسيط هو مسؤول عربي لكن للأسف غدر الأمريكان بصدام والوسيط العربي واعتقلوه ثم انجزوا شريطهم الذي شاهدناه.. فليس هناك حفرة أو مزرعة نائية أو غير ذلك. وقد حصل الاعتقال خمسة أشهر قبل يوم الاعلان عن ذلك. كما ان أسامة بن لادن حيّ يرزق والقبض عليه غير وارد. وبالنسبة إلى عدي وقصي صدام حسين فقد قتلا في العملية التي حصلت في جويلية الماضي. ويواصل الاستاذ الامام قائلا: «للأسف الشديد فإن بعض العرافين يتعمّدون الخوض في مواضيع قد حسمها الواقع ويسلطون عليها «الحسابات الفلكية» الخاطئة التي لا يمكن بأي حال سحبها عليها. وعموما الواقع يكذّب التوقع والتاريخ يحاسبنا جميعا».