تشهد مكاتب السحر والتنجيم إقبالاً كبيراً من التونسيين من بعد ثورة الياسمين نتيجةً للمشاكل الاجتماعية التي يعاني منها المجتمع من ظاهرة العنوسة والبطالة، ما جعل هذه المكاتب قبلة يقصدها أفراد المجتمع على اختلاف مستوياتهم التعليمية ومن الجنسين، حيث لا يقتصر الإقبال عليها بفئة أو شريحة معينة رغم أن اقبال المرأة عليها يفوق بقليل إقبال الرجال. ويرى نائب رئيس الاتحاد العالمي للفلكيين الروحانيين د. حسن الشارني، ان «المرأة عادة ما تجد مجالاً لدى العراف لإفراغ شحنة الألم أو الفزع أو الغضب من الواقع الاجتماعي المتردي في بلد يعاني من انفصام في شخصيته الحضارية، فالمجتمع يتحدث عن الحرية و الفرد يعاني من القيود، والرجل يقول ان المرأة التونسية حرة ثم يحاول استعبادها، والتونسيون متأثرون بالنموذج الغربي وفي داخلهم الشخصية الشرقية في اعلى درجات تعصبها». وأضاف: «في مواضيع الحب والغيرة والحسد والخوف من المستقبل والشك كل النساء سواء، حيث لا فرق بين متعلمة وأمّية أو فقيرة وغنية أو سيدة من علية القوم وأخرى من قاع المجتمع». وأردف: «قبل الثورة، كان البعض يرى ان انسداد الأفق في ظل الدكتاتورية هو الذي يدفع بالمواطن التونسي الى طرق ابواب الشعوذة والدجل، أما اليوم بعد الثورة التي حررت الشعب وجاءت بقيم الديمقراطية والعدالة، فإن الإقبال على مكاتب الزواج والمنجمين لم ينخفض وإنما زاد بشكل ملحوظ». وأكد الشارني أن «المجتمع لم يتغير، والثورة لم تجب عن كل الاسئلة، والغموض مازال سيد الموقف. وبعد 14 يناير كثر الحديث عن حلول عامة، ولكن المشاكل الخاصة تبقى خاصة ولا تجد من ينتبه اليها، لذلك فإن الإقبال على التنجيم والعرافة سيستمر، وفرنسا مثلاً يوجد بها اكثر من 50 ألف عراف ومنجم رغم انها مثال في الحرية والديمقراطية والثقافة وحقوق الإنسان». في المقابل ذكرت إحدة المترددات على مكاتب الشعوذة والتنجيم وقال إن اسمها سامية (31 عاماً موظفة في مصرف): «أول مرة زرت فيها محل عرافة كان من باب حب الاطلاع، أما اليوم فأنا مدمنة، لا يمر اسبوع أو اثنان دون أن أزور أحد العرافين للاطلاع على ما يخفيه لي المستقبل أو ما يدور حولي». المصدر : صحيفة البيان الاماراتية -عدد 23 سبتمبر 2011