فوجئنا عشية الاربعاء الماضي بمكالمة هاتفية من المسرحي العراقي قحطان الصغير يلوم فيها إدارة ايام قرطاج المسرحية التي وجهت له الدعوة للمشاركة في الندوة الفكرية، دون تمكينه من تذكرة الطائرة للقدوم من العاصمة الاردنية الى تونس. وأوضح المسرحي العراقي ان إدارة المهرجان وجهت له دعوة الى جانب ثلاثة من المسرحيين العراقيين من بينهم الممثلة شذى سالم والمسرحي ماجد السامرائي، وطلبت منهم التحول الى العاصمة الاردنية للحصول على تذاكر الطائرة... وهناك فوجئ المسرحيون بوجود تذكرتين فقط تحملان اسمي الممثلة شذى سالم والمسرحي ماجد السامرائي... ماذا حدث؟ يوضح المسؤول الاعلامي في المهرجان، انه بدوره حائر ولا يعرف لماذا لم تصل التذكرتان الى صاحبيهما في الوقت الذي حصل فيه ماجد السامرائي مثلا والممثلة شذى سالم على تذكرتيهما ووصلا منذ يومين الى تونس... وأكد مسؤول المهرجان انه سيتصل بوزارة الثقافة والشباب والترفيه بوصفها المسؤول الرسمي لبحث الموضوع... وهذه المرة الاولى تقريبا في تاريخ ايام قرطاج المسرحية التي يحضر فيها مسرحيون من العراق، دون مسرح، فلا وجود لعمل مسرحي عراقي واحد في برنامج المهرجان... وكان المسرح العراقي في كل الدورات السابقة بما فيها الدورات التي التأمت زمن الحصار بعدحرب الخليج، دائم الحضور وبكثافة احيانا... وكان يتوّج في كل الدورات تقريبا. وفي هذه الدورة، ورغم كل ما خلفته الحرب الاخيرة من دمار أتى حتى على المسارح والفضاءات المسرحية والمسرحيين بطبيعة الحال، ابى المسرح العراقي ان يتغيب عن المهرجان. وحاول المسرحي العراقي قحطان الصغير مثلا عند زيارته الى تونس في الصائفة المنقضية ان يشارك في المهرجان بعمل مسرحي جديد من وحي الانقاض التي خلفتها الحرب الاخيرة ولكن دون جدوى، اذ يبدو ان ميزانية المهرجان لا تسمح بتوفير تذاكر الطائرة لعناصر العمل.. وعموما يبقى المسرح العراقي حاضرا على الدوام في ايام قرطاج المسرحية، ولو بالمسرحيين فقط.