بحث المدرب في الجزء الأخير من تحضيرات المنتخب عن التنويع في المنافسين وعن اخضاع اللاعبين لنسق الدورات وذلك بإجراء لقاءات مكثفة في ظرف زمني محدود وبعد اختبار اليابان يوم الاربعاء يجري زملاء بدرة اليوم اختبارا آخر لا يقل قيمة وأمام منافس يستعد هو الآخر الى النهائيات القارية وهو المنتخب المغربي الذي حضر الى تونس منذ يومين معززا بكل نجومه مثل النيبت والقرقوري وفوهامي وغيرهم. لقاء اليوم أمام المغرب يدخل ضمن لقاءات «الدربي» أو الأجوار التي تبقى دائما ذات نكهة خاصة مهما كانت المناسبة والملعب وموازين القوى... ولقاء المغرب سيمثل بالنسبة الى المدرب لومار آخر فرصة لتعديل الأوتار وبالنسبة الى اللاعبين آخر فرصة لطمأنة الأحباء والغيورين على المنتخب والتأكيد أن حظوظنا وافرة على الأقل في تقديم نهائيات مشرفة. كما سنكتشف من خلاله مدى قدرة لاعبينا على ردّة الفعل بعد عثرة اليابان وحضورهم المعنوي وتجاوز الهشاشة التي كشفوا عنها بمناسبة اللقاء السابق. العثرات موجودة في قاموس الوديات بل مطلوبة أحيانا لأنها تكشف العيوب وتقوي العزائم والدخول الى نهائيات بعد عثرات عديدة أفضل بكثير من الدخول بعد انجازات كثيرة والدليل نهائيات 94 عندما أطاح المنتخب بكل منافسيه وديا وانحنى أمام آخرين أقل قيمة بكثير في المواعيد الرسمية لأن انتصارات الوديات أوقعت اللاعبين في فخ الغرور وسلبت الجماهير العقول وجعلتهم يجنحون في الخيال والأحلام. كلمة الى جماهير المنتخب ثار الجمهور على اللاعبين خلال الشوط الثاني من لقاء اليابان وأنهى المقابلة مشجعا للمنافس ورغم أننا مع السلوك الحضاري واستقبال المنافس بالورود والتصفيق له مثلما فعل اليابانيون في المونديال فإننا ضد الانقلاب على المنتخب والتهكم على اللاعبين والحط من عزائمهم قبل النهائيات بأسابيع فقط وعلى الجميع أن يتذكر التجربة الفرنسية قبل مونديال عندما عجز منتخب فرنسا تحت قيادة ايمي جاكي على هزم كل منافسيه وديا وطالب البعض بإقالة المدرب من منصبه لكن جاءت الجديات لتكذب الوديات ورفع زملاء زيدان الكأس العالمية الأولى في تاريخ فرنسا واعتذر الجمهور طويلا للمدرب واللاعبين، لكن ذلك السيل الهائل من الاعتذارات لم يُداو جراح الانتقادات والتهكمات التي نغصت لذة التربع على عرش العالم.