نصف النهائي الآخر لن يقل شأنا عن نصف نهائي رادس سواء من حيث قيمة اللقاء أو من حيث موازين القوى ذلك أن المنتخبين (المغرب ومالي) أكدا منذ بداية التظاهرة أنهما قادران على الدفاع عن الحظوظ والتشبث بالأمل في الوصول الى النهائي والفوز باللقب. موازين القوى متعادلة إلى أبعد الحدود والمنتخبان تصدرا طليعة المجموعة ولم يعرفا الهزيمة منذ بداية الدورة بثلاثة انتصارات وتعادل واحد في اللقاء الأخير من الدور الأول بعد الاطمئنان على التأهل ولذلك فإن التكهن بالفائز بورقة العبور لن يكون سهلا. المنتخبان لم يلتقيا وجها لوجه في تاريخ التظاهرة في النهائيات وهذا هو الموعد الأول بينهما وهذا عامل آخر يزيد اللقاء غموضا وتشويقا والمنتخب المالي تحت قيادة بادو زاكي أكد أنه الأكثر تكاملا في الدورة والأكثر جاهزية بدنيا وفنيا ونفسانيا أيضا وأعتقد أن أي منتخب آخر غير المغرب كان من الصعب عليه أن يعود في ربع النهائي ويفوز بثلاثية كاملة بعد أن تقدم المنتخب الجزائري في النتيجة في اللحظات الأخيرة من المقابلة والمنتخب المالي أكد في الدور الأول أن النسخة الحالية قد تكون الأفضل في تاريخ هذا المنتخب خاصة بعد تنقيحات الفيفا والاستفادة كما يجب من ذلك بقدوم فريديريك كانوتي ومحمد سيسوكو والمنتخب المالي المتعود على الوصول إلى نصف النهائي كلما تجاوز عقبة التصفيات يريد أن يؤكد هذه المرة أنه قادر بالفعل على تجاوز عقبة نصف النهائي بعد ان اكتفى بذلك سابقا ولم يصل اللقاء النهائي إلا في مناسبة واحدة. أما المنتخب المغربي والذي غاب عن مثل هذه الأدوار المتقدمة منذ 1988 عندما نظم الدورة واكتفى بهذا الدور أيضا. فيعلم أن فرصة وجود جيل مثل هذا (الزايري والحاجي واليعقوبي والقرقوري وغيرهم) لا تتكرر دائما وأن القائد نور الدين النيبت سيعتزل قريبا ومن الصعب أن تجد المغرب قائدا بهذه الخبرة وهذه السمعة وهذا الدهاء الكروي ليكون مدربا على الميدان. المنتخبان اذن سيتشبثان بحقهما في الحلم ولكن منطقيا الأشقاء المغاربة هم الأقرب حتى يكتمل الحلم بنهائي عربي في صورة ترشح تونس طبعا بقي أن نشير أن الفرجة ستكون مضمونة في سوسة بين منتخبين هجوميين وبين منتخبين تعودا على تسجيل الأهداف في كل اللقاءات السابقة ولهما أفضل خطي هجوم (9 أهداف لكل منهما) والقوة الهجومية لا تعني الضعف في الدفاع بل يمكن القول أن دفاع المغرب هو الأفضل منذ بداية الدورة رغم غياب القرقوري وأما دفاع مالي فلم تخادعه إلا ثلاث كرات. وجه الشبه الثاني الذي يؤكد تقارب المستوى بين المنتخبين هو تأهلهما في ربع النهائي بنفس الطريقة اذ تأخرا في النتيجة في البداية ثم عادا بقوة وضمنا التأهل في نهاية المقابلة وهو ما يمثل حافزا هاما بالنسبة إلى المنتخبين. * فرج الفجاري فريديريك كانوتي (مهاجم المنتخب المالي): لا مجال للوقت الاضافي صعد نجم اللاعب الدولي المالي فريديريك كانوتي بسرعة الصاروخ رغم صغر سنه وقد أهلته امكاناته الفنية والبدنية ومهاراته الهجومية الى أن يصبح الورقة الرابحة لفريق النسور.. هذا النسر الصغير سيكون مساء اليوم بالملعب الأولمبي بسوسة محط أنظار الجميع بما أنه يشكل القوة الضاربة لمنتخب بلاده في مواجهته مع نظيره المغربي. حول هذه المواجهة الساخنة تحدث كانوتي عن لقاء اليوم وقد جاء على لسانه ما يلي: * سيكون منتخب مالي مساء اليوم في اختبار جديد أمام نظيره المغربي أليس كذلك؟ فعلا بعد نجاحه في ازاحة المنتخب الغيني في اللقاء الأخير يمكن القول أن منتخب مالي أصبح مطالبا أكثر من أي وقت مضى بالذهاب بأحلامه الى أقصى مدى خصوصا وأنه أصبح على بعد خطوة من الدورالنهائي. * حواركم مع المنتخب المغربي سيكون تكتيكيا بالدرجة الأولى هذا ما يتوقعه الملاحظون؟ فعلا خاصة وأن كلا المنتخبين يتشابهان في طريقة الأداء وعموما فإن مردودنا في مواجهة اليوم سوف لن يختلف في شيء عما قدمناه في المواجهات السابقة مع الأخذ بعين الاعتبار لبعض الجزئيات التي لها أهميتها الكبيرة في مثل هذه اللقاءات. * هل كنتم تفضلون غير المغرب في هذا الدور؟ يبدو لي أن الفرق التي مرت الى الدور ربع النهائي في نفس المستوى تقريبا لذا فقضية الاختيار لم تخطر ببالنا والمهم ما سنقدمه فوق الميدان من مردود يضمن لنا المرور الى الدور النهائي. * حسب رأيك هل سينتهي هذا اللقاء في وقته القانوني؟ نظرا لاعتماد الفريقين على اللعب المفتوح والمباشر أعتقد أن يكون التسابق والتلاحق في التهديف سيد الموقف ولا مجال للوقت الاضافي أو الركلات الترجيحية. * ما هي تكهناتك لحظوظكم في الكأس الافريقية الحالية؟ من الصعب إصدار تكهنات حول حظوظ أي منتخب خلال هذا المربع الذهبي ولكني متفائل بحظوظ منتخبنا القادر على تحقيق المفاجأة إن صح التعبير. * محمد باللطيفة ماذا قال بادو زاكي وسطمبولي عن حوار اليوم ؟ مباشرة وعقب ترشحهما للدور نصف النهائي واصل المنتخبان المغربي والمالي استعدادهما للقاءمساء اليوم الذي سيحتضنه الملعب الأولمبي بسوسة في حدود الساعة السابعة مساء، فماذا قال مدربا وبعض لاعبي المنتخبين ؟ * المدرب بادو زاكي بعد اجتياز عقبة المنتخب الجزائري والذي أظهر فيه أبنائي بسالة كبيرة وشجاعة نادرة مكنتهم من تحويل الهزيمة الى انتصار سنواجه المنتخب المالي الذي ظهر بوجه مشرّف جدا. ولقد قرأنا لذلك كل حساب. وسنعمل على الأخذ بزمام الأمور منذ البداية لنحقق انتصارا جديدا ونواصل المشوار بعزيمة وثبات لأن هدفنا هو الفوز بالكأس. منافسنا ليس سهلا بل هو فريق متكامل وهذا ما سيجعل اللقاء حماسيا وشديد التنافس. * اللاعب مروان الشماخ اجتزنا بسلام المنتخب الجزائري الشقيق وأخذنا العبرة من هذا اللقاء حتى نواجه المنتخب المالي ونروضه منذ البداية، لأن غصرات آخر المشوار ليست دائما سليمة العواقب. * هنري سطمبولي (مدرب مالي) حققنا الى حد الآن نتائج طيبة وادراكنا للمربع الذهبي سيزيد في حفز لاعبينا للمضي قدما والترشح للنهائي بعد أن فرّطنا في ذلك في الدورة الماضية أمام الكامرون. نعرف جيدا قيمة منافسنا، وسنلعب من أجل الانتصار لتحقيق حلم الأنصار. * اسماعيل كوليبالي (لاعب مالي) لقاءات الدور نصف النهائي ترفض كل الأحكام المسبقة، لكننا قادرون على اقتطاع ورقة العبور. المجموعة المالية الحالية أكدت جدارتها ولن تفلت منا ورقة الترشح رغم قيمة المنتخب المغربي. التشكيلتان المحتملتان * المنتخب المغربي : خالد فوهامي وليد الرراي عبد السلام وحو طلال الروري نور الدين النيبت جواد الزايري عبد الكريم الكمي حسين خرجة يوسف سفري يوسف مختاري ومروان الشماخ. * المنتخب المالي : مامداو سيديبي أداما كوليبالي سليمان دياموتان سيدو كايتا سامي تراوري جبريل سيديي سميلا كوليبالي محمدو ديارا باسلا توري كانوتي فريدريك ومحمد لمين سيسوكو. الحاجي في الشوط الثان دور المهاجم الخطير يوسف الحاجي في تحريك الخط الأمامي خطير وفاعل، ولئن تأخر اقحامه في لقاء الدور ربع نهائي أمام الجزائر فإن مصادر عليمة أفادتنا بأن اقحام هذا اللاعب أمام مالي سوف لن يتأخر كثيرا وقد يحصل 15د بعد انطلاق الشوط الثاني. الجماهير المغربية تعود الى المنستير عادت الجماهير المغربية لتستقر مجددا بالمنستير. وأتمّت استعدادها للقاء هذا المساء. وقد أكد لنا العديد منهم أنهم سيتوجهون في العشية الى الملعب الأولمبي بسوسة.