علمت «الشروق» أن العمال المعتصمين بمقر الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة عادوا صباح أمس إلى التجمع أمام مقر الاتحاد بعد أن غادروه يوم أول أمس. وكان الاتحاد الجهوي للشغل قد شهد أمس الأول أحداث عنف وتهشيم أضرت بممتلكاته وأثاثه وتم استعمال آلات حادة وعصي وقضبان حسب بيانات صدرت عن المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي والمركزية النقابية. وكان عدد من العمال المنتمين الى شركة «صوطابنس كوفرتاكس» والتي تم اغلاقها قد اعتصموا بمقر الاتحاد الجهوي للشغل منذ يوم 12 أفريل الماضي وطالبوا بتمكينهم من مستحقاتهم المالية ثم قرروا بعد ذلك الدخول في اضراب جوع ومنعوا سير العمل بمقر الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة بعد أن فشلت كل محاولات المركزية النقابية والقيادة الجهوية في ثنيهم وفك الاعتصام والوصول إلى حلول بشأن وضعياتهم. غير أن الأمور توترت يوم أمس الأول خاصة بعد حلول أعضاء من لجنة النظام الوطنية التي حلت بمقر الاتحاد الجهوي للحديث مع المعتصمين ومطالبتهم بضرورة فك الاعتصام وتحول مقر الاتحاد الجهوي إلى حلبة عنف وتم حسب بيان المكتب التنفيذي الجهوي والذي تحصلت الشروق على نسخة منه الاعتداء على بعض المسؤولين النقابيين وحصول أضرار بدنية لهم اضافة إلى تهشيم كراس وطاولات وتكسير الباب الرئيسي وجاء في البيان أن الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة قد بذل كل جهوده لضمان حقوق العمال المسرحين وتم تمكينهم من منح ومساعدات وتأمين حقوقهم وتعويضاتهم إلا أن الاجراءات والتراتيب القضائية للحصول على بقية مستحقاتهم تتطلب بعض الوقت وقد استحال اقناع المعتصمين بالأمر. وفي تصريح «للشروق» لم ينف الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بسوسة دور بعض الأطراف داخل الاتحاد الجهوي في دفع العمال الى التمسك باعتصامهم داخل المقر وتعطيل سير العمل داخل الاتحاد الجهوي. كما تولت المركزية النقابية امضاء بيان توضيحي وجهته الى الرأي العام النقابي وضحت فيه كل ملابسات ما جرى داخل الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة والمساعي النقابية التي تمت لتأمين حقوق العمال وضمان حصولهم على مستحقاتهم حيث تم اعادة تشغيل 140 عاملا واحالة 135 عاملا وعاملة ممن تجاوزوا سن الخمسين سنة على التقاعد المبكر مع صرف جراياتهم بصفة فورية وتم تمكين العمال المسرحين من تسبقة على مستحقاتهم تعادل أجرة أشهر. وقال بيان المركزية النقابية أن العمال المعنيين أقروا حينها بايجابية الاتفاق الحاصل مع سلطات الاشراف وهو ما تؤكده مراسلاتهم الى المكتب التنفيذي الوطني. ويواصل البيان أنه لايجاد حل لهذا المشكل تم ارسال لجنة النظام الوطنية يوم 24 ماي الجاري لاقناع العمال ووضع حد للاعتصام الذي شل العمل النقابي بالجهة منذ بدايته إلا أن مجموعة من خارج مقر الاتحاد قامت بتكسير الباب الرئيسي للمقر والاعتداء على بعض النقابيين». مصادر مطلعة أكدت أن الوضع داخل الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة هو الآن محل متابعة حينية من الأمانة العامة للاتحاد العام التونسي للشغل في حين لا تزال لجنة النظام الوطنية متواجدة بالجهة لمعالجة الأمر.