في مثل هذا اليوم من سنة 1984 انطلقت أحداث انتفاضة الخبز لسنة 1984 التي كانت شرارتها من مدينة دوز بالجنوب بمناسبة السوق الأسبوعية في 29 ديسمبر 1983 في شكل مظاهرات أدت إلى المواجهة بين المتظاهرين وقوات النظام العام. سرعان ما توسعت رقعة الاحتجاجات لتشمل مدينة قبلي و مدينة سوق الأحد المجاورتين لدوز في اليوم الموالي متخذة طابعا عنيفا بعد أن اتسعت لتشمل مدينة الحامة. ومع دخول مشروع الزيادة في أسعار العجين ومشتقاته حيز التنفيذ يوم 1 جانفي 1984 شملت الحركة الاحتجاجية مناطق الشمال والوسط الغربي في الكاف والقصرين وتالة وبقية مناطق الجنوب في قفصة وقابس ومدنين، مما استدعى دخول الجيش لهذه المناطق بعد أن سجل عجز قوات النظام العام في الحد من توسع الانتفاضة. ومع إعلان وزارة الداخلية يوم 2 جانفي عن سقوط قتلى وجرحى في مناطق قبليوالحامة والقصرين وقفصة، دخلت المنطقة الصناعية بقابس في إضراب شامل ومسيرات كبرى شارك في تنظيمها كل من العمال والطلاب. كما التحق طلبة الجامعات والمدارس الثانوية في مدن تونس و صفاقس بالشوارع معبرين عن رفضهم إلغاء الدعم عن العجين ومشتقاته. في يوم 3 جانفي بلغت الانتفاضة أوج أحداثها وباتت المواجهة مفتوحة بين المتظاهرين من ناحية وقوات النظام العام والجيش من ناحية أخرى، وأصبح العنف سيد الموقف فأحرقت المحلات والسيارات والمؤسسات والحافلات في شوارع العاصمة وضواحيها وفي كثير من المدن في الساحل وفي الدواخل. لقد نجم عن ذلك إطلاق الرصاص وسقوط مزيد من القتلى والجرحى في صفوف المتظاهرين. وقد مرّت اليوم 32 سنة على انتفاضة الخبز التي شهدت خلالها البلاد أحداثا مؤسفة لم تتوقف الا بعد خطاب رئيس الجمهورية آنذاك الحبيب بورقيبة يوم 6 جانفي 1984 الذي أعلن فيه عن التراجع على اجراءات الزيادة في أسعار العجين رغم إقرار الوزير الأول السيد "محمد مزالي" بأن تلك الإجراءات نهائية وغير قابلة للتراجع.