عن الأطروحات الجامعية ودور النشر معرض تونس الدولي للكتاب في دورته الاخيرة كان مناسبة للاطلاع على أحدث الاصدارات التونسية وقد أسعدت ببعض الاطروحات الجامعية التي صدرت في كتب وهي ظاهرة إيجابية كنا نفتقر اليها إذ تنام الاطروحات في مكتبات الكليات وفي مكتبات أصحابها الذين أفنوا زهرة شبابهم في إعدادها دون أن تتجاوز مدارج الجامعة. ففي الفترة الاخيرة صدرت مجموعة من الاطروحات لعادل خضر والصادق قيسومة ولألفة يوسف ولعلي العريبي ولعبد السلام العيساوي وستصدر قريبا أطروحة صلاح الدين بوجاه عن الرواية التونسية المكتوبة بالفرنسية وقد كانت بعض دور النشر وراء هذا الانجاز مثل دار الجنوب ودار سحر في إطار التعاون بين منشورات الجامعة التونسية ودور النشر وبهذا التعاون أمكن خروج الاطروحات من الدوائر المغلقة للجامعة التونسية ذلك أن مؤسسة «النشر الجامعي» لا يمكن أن تصدر كل الاطروحات التي تقدم في الجامعة وكل أطروحة يجب أن ينتظر صاحبها لسنوات حتى تصدر في كتاب إضافة الى أن التعاون والنشر المشترك يمكّن دور النشر من موارد مالية مضمونة تمكنها من الاستمرار. بعد نجاح هذه التجربة لابد من التفكير في منح امتياز إصدار المجلات الجامعية الى دور النشر في إطار النشر المشترك حتى تصل الى القارئ، فبدون هذا التعاون ستبقى دوريات الجامعة منسية في رفوف المكتبات داخل الحرم الجامعي ويحرم منها القراء الذين غادروا الجامعة أو لم ينتموا اليها أصلا خاصة أن لنا في الجامعة التونسية أساتذة وباحثين نعتز بهم وبمكانتهم العلمية الجديرة بكل الاحترام والتقدير.