بقلم : عبد الرحمان مجيد الربيعي رغم أنني وكثيرون غيري لا يحبذون الحديث عن هذا المرتزق المأجور خائن الوطن المسمى (الجلبي) فقد رأيناه وهو يهبط من الطائرة الأمريكية السمينة على مشارف الناصرية ورأيناه وهو يستعرض أنفارا من مرتزقته وهو يضع على رأسه قبّعة الكاوبوي التقليدية كأنه يقول لمن يراه بأن هذه (القبعة) هي التي جاءت به الى العراق وربما كان مسكونا بهاجس مريض أنه صار رئيس العراق حتى لو كانت هذه الرئاسة تحت أحذية عساكر الاحتلال. ورغم هذا لم يجعله أبناء الناصرية ينعم بلحظة الزهو الكاذبة هذه ولا بطاووسيته البغيضة فصبوا عليه حمم نيرانهم فولى هاربا محتميا بإحدى الدبابات الغازية. لم يكن هذا المخلوق شيئا، ولا وجود له في ذاكرة اي عراقي. وقد نشرت صحيفة «القدس العربي» تعليقات لعراقيين سئلوا عنه فاتفقوا في أجوبتهم على انه عميل ونهايات العملاء معروفة. هل كان هذا الجلبي يعرف (رغم أنه يحمل درجة الدكتوراه) بأنه مهما كان وما دام قد جاء مع المحتلين فإن ازاحته أسهل من خلع حذاء ليس الا؟ وهل كان يعلم هذا (الدكتور) بأنه ورقة محروقة منذ ان ألقي به في الساحة العراقية، وأن هناك بدائل غيره سيلقون بهم ليحترقوا وتتبعهم بدائل ثالثة فرابعة حتى يتأكدوا بأن العراق عصي وصعب لا يمكن تطويعه وجعله يرضخ فلا يبقى أمامهم الا الفرار؟ لعل من يملك ذرة ذكاء سيتساءل إن كان هذا الجلبي قد خدع أمريكا وأجهزتها وضللها وزيّن لها أمر احتلال العراق؟ لا أظن، ولكن هناك في الادارة الأمريكية ومن اليمين المتنفذ من كان يريد ان يسمع ما سمعه من الجلبي أو من العملاء الآخرين الذين انضوى أغلبهم لما يسمى المؤتمر الوطني. وقد بان الأمر من لحظات الاحتلال الاولى حيث استبيح العراق ونهب ومحق ودُمّر (عدا وزارة النفط) وليس هذا صدفة، فدبابات رامسفيلد ذهبت الى المكان الذي تريده لتحافظ على ما فيه من وثائق تتعلق بالنفط العراقي. أما ما عدا ذلك فليذهب الى الجحيم، كان العراقيون يبكون تاريخهم المدمر. يبكون كرامتهم واستقلالهم وكان الامريكان وعملاء هم يشربون نخب وضع اليد على وزارة النفط. هناك من يقول ان الادارة الأمريكية تبحث عن كبش فداء تقدمه نتيجة لفشلها في العراق وعدم قدرة جيوشها وأسلحتها الفتاكة على تركيع شعبه وتحويل أحلامها (النفطية) والشرق أوسطية (الكبيرة) الى حقائق فلم تجد غير الجلبي. ونقول ان هذا الشخص أصغر من ان يكون الفدية المطلوبة، فهو في الحساب الاخير مجرد قطعة شطرنج صغيرة يحركونها او يرمونها لا فرق، ولكن الفدية يجب ان تكون أكبر، بل وأكبر بدءا من رامسفيلد فسانشيز فبريمر الذي استبدل فعلا. ومن يدري ربما غيرهم وغيرهم. يحاول الجلبي ان يقدم نفسه وطنيا، ولعل هذا يذكرنا بتلك الاغنية المصرية المأخوذة عن مثل شعبي بليغ (يبيع الميّة بحارة السقّايين). هل من قدم لنا أول طلة كريهة وبغيضة مع أول طائرة للاحتلال رأيناها بقبعته وكرشه المتهدل يحدثنا عن الوطنية واستقلال العراق؟ من يصدق هذا؟ لقد تعمدوا اهانته واذلاله، داسوا صورته وبعثروا كل ما في مكتبه، فقد كذب عليهم طويلا وابتزهم بعدة ملايين، آخرها مرتبه الشهري ثلاثمائة وأربعون ألف دولار مقابل التجسس على المقاومة! فأين وطنيته؟ ثم هل جماهيريته تتمثل بحوالي مائة رجل مسن وأطفال مدفوعي الاجر تظاهروا (احتجاجا) على اقتحام بيته ومكاتب حزبه المزعوم؟! هذا كل ما استطاع جمعه. يبدو انه قد آن أوان تسليمه الى الجهات الأردنية التي حكمت عليه بالسجن عاما، فقد سرق بنكا كاملا. ومن سرق بنكا ليس صعبا عليه ان يكذب ويكذب حتى صدق نفسه كما يبدو، ولكن أسياده ضربوه على رأسه ليصحو وليعرف أنه لا يساوي شيئا! قرأنا أخيرا تصريحا للناطقة باسم الحكومة الاردنية انه مازال مطلوبا لدى حكومتها. واللص لا يمكن ان يبقى طليقا، لابد ان يلقى عليه القبض. وأما حديث ازدواجية ولائه فتلك حكاية مازالت في البداية وسنسمع عنها الكثير.