يكاد الموسم الثقافي ينتهي وسيغلق خلال شهر جوان المسرح البلدي ابوابه دون ان تقدّم فيه فرقة بلدية تونس للتمثيل اي عرض مسرحي سواء لمسرحية «يظهر لي وقيت» لعبد العزيز المحرزي او «جنان الحب» لهشام بن عيسى. فالمسرح البلدي من المفروض ان يمنح الاولوية في البرمجة للفرقة البلدية التي كان اسمها ايام مجد الفرقة مقترنا بالمسرح البلدي حتى لكأنه ملكها الخاص! لكن في السنوات الاخيرة تراجع حضور الفرقة في برمجة المسرح البلدي الى ان انعدم تماما في هذا الموسم فهل منع المسرح البلدي على الفرقة البلدية؟ ان المؤشرات تؤكد ان مستقبل الفرقة البلدية في خطر حقيقي فهي تعاني من الشيخوخة اذ ان اصغر اعضائها سنّا في السابق محسن الزعزاع سيصل سن التقاعد بعد خمس سنوات ولن يبقى في الفرقة الا اكرام عزوز وريم الزريبي وكوثر الباردي اما المنجي بن حفصية فملحق بالفرقة ويمكن ان ينتهي الحاقه في اي وقت.. فهل بهذه الطريقة تحتفل بلدية تونس بمرور خمسين عاما على تأسيس فرقة بلدية تونس للتمثيل اول فرقة محترفة في تونس والمغرب العربي؟ فهذه الذكرى كنا ننتظر ان يكون الاحتفال بها في حجم مجد الفرقة وتاريخها الذي صنعه رجال وهبوا عمرهم ومهجة شبابهم للمسرح دون ان يجنوا شيئا ويكفي ان نذكر حسن الزمرلي ومحمد عبد العزيز العقربي وعلي بن عياد ونور الدين القصباوي وحمدة بن التيجاني ووفاء سالم وانيسة لطفي ومنى نور الدين وعبد المجيد الاكحل والبشير الدريسي وعبد العزيز المحرزي والشريف العبيدي وغيرهم من المسرحيين الذين منحوا اعمارهم للفن. فحتى مسرحية «عطيل» التي كان من المفروض ان تقدّم في افتتاح مهرجان الحمامات الدولي اعترضت عليها وزارة الثقافة والشباب والترفيه لأسباب قانونية اذ ان ملف الدعم قدّم باسم مهرجان الحمامات الدولي وليس باسم الفرقة.. واكتفت الفرقة في احتفالها بالخمسينية باعادة مسرحية «المهزلة البيضاء» التي قدّمها محسن بن عبد الله قبل ثلاثين عاما ويعود بها الآن للفرقة. ان فرقة بلدية تونس للتمثيل تعيش موتا تدريجيا بطيئا ولابدّ من فتح الملف او قتلها قتلا رحيما اذا كانت تشكّل عبئا على البلدية.