احتفلت فرقة بلدية تونس للتمثيل منذ أيام بالذكرى الخمسين لتأسيسها بتكريم عدد من أبناء الفرقة الذين ساهموا في أعمالها وغادروها لأسباب مختلفة أما بالاستقالة او التقاعد او الموت إدارة الفرقة اختارت الاحتفال بهذه الذكرى بتنظيم تكريم لابنائها تقديرا لخدماتهم وعطائهم الكبير كما عملت على تقديم مسرحيتين الاولى من اخراج منى نورالدين بعنوان: من كل بستانوردة وهي مسرحية تكريمية واستيعادية لبعض اعمال الفرقة والثانية مسرحية: عطيل التي سيقدّمها البشير الدريسي في افتتاح مهرجان الحمامات الدولي. ما سعت اليه مديرة الفرقة منى نورالدين بالاحتفال بهذه الذكرى عمل جميل ونبيل لابد ان نحييه حتى وان كان متواضعا على قدر الامكانيات المتاحة ولكن هذا الاحتفال لا يمكن ان يحجب الثغرات والنقائص التي تعاني منها أعرق فرقة محترفة في تونس وفي المغرب العربي وهذه النقائص تهدد مستقبلها وترشحها للاندثار اذ لم تقم بلدية تونس باجراءات عملية لحماية الفرقة وتصنيفها كأحد المعالم الاثرية التي تحفظ الذاكرة المسرحية من التلف والنسيان. ففي زمن ما كانت الفرقة تضم حوالي الخمسين ممثلا ولكن الآن لم تبق الا بعض الممثلين الذين سيغادرون هذه الفرقة سنة 2010، وبعد ست سنوات سيتقاعد محسن الزعزاع الذي كان الممثل الاصغر سنا ولن يبقى في الفرقة بعده الا ثلاثة ممثلين فقط هم اكرام عزوز وريم الزريبي وكوثر الباردي أما المنجي بن حفصية فهو ملحق بالفرقة ويمكن ان ينتهي إلحاقه في أي وقت مثلما أنهي مؤخرا الحاق نعيمة الجاني بسبب نقاش بسيط مع منى نورالدين التي جددت لها الالحاق قبل شهرين فقط ثم تراجعت وأنهته فجأة. إن خمسينية فرقة بلدية تونس للتمثيل يجب ان تكون ولادة جديدة وعلى مجلس بلدية تونس ان يفكر جديا في مستقبل الفرقة بتشبيبها بوجوه جديدة حتى عن طريق الالحاق اذ ان عددا كبيرا من الممثلين من خريجي المعهد العالي للفن المسرحي يعملون في التدريس يحلمون بالالتحاق بالفرقة او بالمسرح الوطني، واذا لم يتخذ المجلس البلدي اجراءات عملية لانقاض الغرفة فلن تكون هذه الخمسينية إلا مرثية لهذه الفرقة التي ستحل عمليا سنة 2010!