أبلغت قيادة المقاومة العراقية عبر ممثلين لها المسؤولين الامريكيين والأمم المتحدة وجهات عربيةودولية بأنها مستعدة للمشاركة في الحكم وفي اقامة نظام شرعي في ظل وجود مؤقت للقوات الاجنبية لكنها تتمسّك بجملة من المطالب لتحقيق ذلك اهمها عقد مؤتمر وطني عراقي باشراف الاممالمتحدة والجامعة العربية لتحقيق المصالحة الوطنية. وهدّدت المقاومة بمواصلة عملياتها ضد قوات الاحتلال في حال تجاهل مطالبها. وقالت مصادر ديبلوماسية اوروبية ان عمليات المقاومة العراقية ضد قوات الاحتلال ليست عشوائية بل انها منظمة وتتم بتوجيه واشراف قيادة جماعية تنشط عسكريا وسياسيا وديبلوماسيا من اجل اقامة عراق جديد متحرر من الاحتلال. وتحرّكت قيادة المقاومة عربيا ودوليا لطرح مطالبها من اجل اخراج العراق من مأزقه الحالي. **تصوّر المقاومة وأبلغت قيادة المقاومة المسؤولين الامريكيين ومبعوث الاممالمتحدة الى العراق الاخضر الابراهيمي وجهات عربية ودولية عبر شخصيات عراقية تمثّلها حقيقة تصوّرها لمستقبل العراق. ونقلت صحيفة «الوطن» السعودية عن المصادر الاوروبية ان تصوّر المقاومة يعكس مرونة سياسية وهو ليس ناتجا عن ضعف بل عن تكيف مع الموقف العربي والدولي من مسار الاوضاع في العراق وعن حرص على اقامة نظام جديد مقبول من مختلف العراقيين. وأيدت قيادة المقاومة استعدادها للمشاركة في اقامة نظام شرعي جديد عبر الانتخابات العامةولتأجيل المطالبة الفعلية برحيل القوات الاجنبية الى ما بعد قيام هذا النظام الشرعي الجديد لكن قيادة المقاومة تريد ان تكون في المقابل طرفا مباشرا ومساهما فعالا في مختلف مراحل عملية اقامة النظام الجديد وذلك عبر شخصيات تختارها وتتمتع بصفة تمثيلية وخاصة في منطقة المثلث السني. وترفض قيادة المقاومة فكرة تشكيل حكومة عراقية انتقالية مهمتها تسلم السلطة ومسؤوليات الحكم من سلطة الاحتلال في 30 جوان المقبل ا ذا لم تكن هذه الحكومة منبثقة عن مؤتمر وطني موسع يضم ممثلين عن المقاومة من مختلف القوى والطوائف. وأكّدت قيادة المقاومة انه ليس كافيا ان تتشكل الحكومة الانتقالية باشراف الاخضر الابراهيمي او ان تحظى بدعم مجلس الامن الدولي او بتأييد عربي كي تكون مقبولة. وتتمسك قيادة المقاومة بأن تكون الخطوة الاساسية الاولى لتغيير الاوضاع في العراق هي الدعوة الى عقد مؤتمر وطني موسّع برعاية الاممالمتحدة والجامعة العربية يضم 1500 شخصية عراقية عشائرية وسياسية ودينية واجتماعية وأكاديمية. ويختار هذا المؤتمر مجلسا وطنيا تأسيسيا يمكن ان يضم بين 250 و300 عضو يمثلون مختلف القوى العراقية ويختار هذا المجلس شخصية متفقا عليها لتشكيل حكومة انتقالية تتسلم السلطة من المحتلين وتدير شؤون البلد الى حين اجراء الانتخابات العامة في اقرب وقت. وقالت قيادة المقاومة انه بعد التفاهم على هذه الخطوات سيتم التوصل الى ترتيبات مع قيادة القوات الاجنبية لتهدئة الاجواء. لكن المقاومة أبلغت مختلف الاطراف العربية والدولية المعنية بأنها ستقوم بتصعيد وتوسيع نطاق عملياتها ضد قوات الاحتلال بل انها ستنسف العملية السياسية برمتها وستبذل أقصى جهودها لمنع اجراء الانتخابات العامة اذا تجاهلت سلطات الاحتلال والاممالمتحدة مطالبها هذه وأصرت على تشكيل حكومة انتقالية غير ممثلة لمختلف القوى والاطراف وليست منبثقة عن مؤتمر وطني موسع. **تشكيك وقبل شهر من الموعد المقرر لتسليم السلطة الى حكومة عراقية لم تتضح ملامح هذه الحكومة حتى الآن كما ان هناك تشكيكا في مدى مشروعيتها حسب محللين، وقد زعم الرئيس الامريكي جورج بوش أمس ان الحكومة العراقية المقبلة ستتمتع بسيادة كاملة وان هناك تقدما في المناقشات بشأن القرار الاممي الجديد حول العراق. وأعلن مجلس الحكم الانتقالي في العراق أمس انه اختار بالاجماع عضو المجلس اياد علاوي رئيس للحكومة العراقية المؤقتة. ونقلت قناة «الجزيرة» القطرية ان المجلس اختار علاوي رئيسا للحكومة العراقية المؤقتة بالاجماع في جلسة استثنائية حضرها الحاكم المدني الامريكي في العراق بول بريمر. وأضافت «الجزيرة» أن مبعوث الاممالمتحدة الى العراق الاخضر الابراهيمي ابدى موافقته على هذا الاختيار وقال الابراهيمي انه يحترم اختيار الانتقالي. ويعكف الابراهيمي منذ مطلع الشهر الجاري على اعداد قائمة بأسماء اعضاء الحكومة التي ستتولى السلطة في 30 جوان المقبل. لكن محللين يرون ان هذه الحكومة تشكو نقصا في المصداقية والمشروعية وقد تكون ألعوبة بيد الامريكيين. وقال رئيس تحرير صحيفة «الزمان» العراقية مثنى الطبقشلي انه لن يكون هناك تغيير حقيقي في العراق في 30 جوان وستكون هناك حكومة اخرى يختارها الامريكيون. واعتبر عبد الجبار أحمد عبد الله استاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد ان المجتمع الدولي يحاول ايهام العراقيين بأنهم سيتولون تحديد مصيرهم بأنفسهم ولكن اذا ارادت بغداد غدا ان توقع معاهدة عسكرية مع ايران مثلا فهل سيكون ذلك مقبولا؟