عجزت حديقة الرياضة «أ» عن استيعاب أحباء النادي الافريقي الذين توافدوا على معقل الافريقي وبحثوا عن أماكن تمكنهم من مشاهدة اللقاء فوق السور الخارجي وفوق منصة الصحافيين ووقوفا وراء السور الداخلي وفوق البنايات والكل بحث عن منفذ لميدان الحديقة حيث تنافس لاعبو الأحمر والأبيض وديا مع النجم الخلادي بتشكيلة غاب عنها لاعبو المنتخب واعتمد فيها مراد محجوب خلال الشوط الأول على سامي النفزي في المرمى وبن عمر على الرواق الأيمن وسيف الدين العكرمي على اليسار والزعيري والدربالي في المحور وأمامهما ثنائي التغطية الدفاعية حمام والعواضي يتقدمهما السلامي والمليتي وفي طليعة الهجوم لعب العكروت والمويهبي. افتتح أمير العكروت التسجيل منذ الدقيقة العاشرة بعد توزيعة من يوسف المويهبي الذي أودعها في الشباك من تسديدة رأسية على مستوى القائم الثاني وكانت تلك المحاولة الوحيدة مع محاولة ثانية من تسديدة داخل مناطق الجزاء وعدا ذلك ظلّ العكروت وفيّا لعاداته السلبية وعلى الجهة اليسرى لعب يوسف المويهبي وحاول التحرّك والمراوغة لكنه مازال بعيدا عن المستوى الذي جعل منه أحسن لاعب في الافريقي موسم البطولة. مالا جيلا يسجل أقحم مراد محجوب مهاجم الزمبابوي مالا جيلا في بداية الشوط الثاني بديلا عن العكروت ولعب كرأس حربة فتحرّك ولعب كرة سهلة دون أن يقدم لوحات فنية كبيرة وسجل هدفا بتسديدة رأسية تبرز أنه صاحب «صنعة» في التهديف لكن مع دخول هشام السيفي أصبح هذا اللاعب يشغل خطة لاعب رواق أيمن وابتعد كثيرا عن المرمى بل أصبح كأنه يشغل خطة مدافع أيمن مما حدّ من خطورته وعموما كان الاختبار الأول مرضيا للاعب قادر على منح الخط الأمامي بعض الحلول نظرا لسرعته وقدرته على التجسيم. تأكيد من السيفي ما إن انضمّ هشام السيفي الى التشكيلة حتى اختطف الهدف الثالث الذي يترجم قوة هذا اللاعب بدنيا وامتيازه على مستوى الحوارات والارتقاءات الفضائية بما يجعله لاعبا مهما متى استرجع كل طاقاته البدنية ويؤهله ليكون هداف الفريق في هذا الموسم. ومضات برزايلية طالب جمهور النادي الافريقي بانضمام اللاعب البرازيلي غوستافو وهو ما حصل في العشرين دقيقة الأخيرة وقدم هذا اللاعب بعض اللوحات الفنية والأكيد أنه يحتاج فرصا أكبر ليفجّر طاقاته ويمنح وسط ميدان الافريقي توازنا أكبر. المسعدي خارج الموضوع الكل يتذكر إقحام حمزة المسعدي لأول مرة في ملعب المنستير وتلك اللوحات التي قدمها والاضافة التي منحها للهجوم ومنذ ذلك الظهور والمسعدي يجمع بين كثير من الغثّ وقليل من السمين ويتساءل الأحباء عن سرّ هذا التراجع الطبيعي مادام التطور غائبا واللاعب لم يسع الى تهذيب أدائه وتحسينه ودخوله في الفترة الأخيرة من اللقاء مرّ في الخفاء بل انه أسفر عن غضب الأحباء بسبب رعونة الأداء. الثقة أساس التدارك أهم ما أفرزه اللقاء الأخير للنادي الافريقي الانتصار وهو مهمّ للمعنويات ومهمّ للمدرب مراد محجوب في بدايته لكن عملا كبيرا ينتظره على كل المستويات بدءا من الجانب البدني إذ لاح التعب على لاعبي النادي الافريقي خاصة في الشوط الثاني وغابت عن أغلبهم الحيوية كما أن الثقة ستكون أهم عامل سيسعى مراد محجوب الى غرسه في اللاعبين من خلال التركيز على الجانب النفسي والمعنوي في مجموعة فقدت الكثير من ثقتها في النفس لكن الانتصارات وتسجيل الأهداف سيُحيي لدى اللاعبين روح المكابدة والتدارك. مزيد من التنظيم! حضرت جماهير غفيرة لقاء مساء الأربعاء ووجد المئات منهم صعوبات جمّة للدخول فكثر التدافع أمام الباب الوحيد ولم يتمكن العديد من جمهور الافريقي من تجاوز نقطة العبور للميدان إلا بعد ربع ساعة عن بداية المباراة ويتوجب على مسؤولي التنظيم توقّع توافد المئات في وقت واحد وتخصيص أكثر من باب للدخول. حمودة بن عمار يواكب اللقاء التحق الرئيس السابق للنادي الافريقي حمودة بن عمار بحديقة الرياضة «أ» بعد 15 دقيقة من بداية المباراة وقد حرص الشريف باللامين على استقباله واصطحابه من الباب الخارجي ومرافقته الى داخل الملعب.