منذ الدخول في الشوط الاول وجد مدافعو المنتخب صعوبات كثيرة لاخراج الكرة من المناطق الخلفية وحتى لاعبوا الارتكاز الغضبان والشاذلي التجآ الى العديد من التمريرات الخلفية بدون موجب أحيانا واضطراريا أحيانا أخرى بما أن التحركات الامامية قليلة في ظل المحاصرة الشديدة المفروضة على المهاجمين. الدخول في الشوط الثاني كان ممتازا على أساس اجتياح المناطق الفارغة بفضل التمريرات الارضية في العمق والتغييرات التي شهدتها الخطة من 4/2/3/1 الى 4/3/1/2 والتي أقلقت راحة محور الدفاع المغربي بتواجد الثنائي الجزيري والسليتي في استقبال التمريرات المحورية، خاصة وأن الاستعداد والتفوّق الذي كان عليه المدافعان الجانبيان المغاربة الرراي والروماني في النزاعات الثنائية والضغط على حامل الكرة فرضا تغيير هذه الخطة على أساس الاجتياح من المحور الدفاعي المغربي. الفريق المغربي تميز أيضا مهاجموه بالاستبسال على الكرات المرسلة في المحور الدفاعي التونسي وخلقوا من أشباه التمريرات فرصا ومخالفات لفائدتهم. أما مهاجمونا فافتقدوا للمساندة من وسط الميدان حيث أنه بعد الحصول على الكرة وبحكم تجمّع المغاربة ورجوعهم الخلفي السريع وجد السليتي والجزيري صعوبة في التمرير أو الارتكاز، كما أن مهاجمينا في حاجة الى أكثر جرأة ومزيد من التقاطع في مناطق 18 مترا أمام حامل الكرة مع قوة أكثر في التصويب أمام حرّاس من طينة الفوهامي. بن عاشور كمموّل يمر من الحركة الجميلة والرائعة الى الحركة المخجلة في ظرف قياسي وهو ما يشير الى فقدان التركيز وشيء من اللياقة البدنية. القيام ببعض الاخطاء المجانية في مناطقنا الخلفية كان سببا من ناحية في تكسير نسق اللعب بإعطاء الفرصة للمنافس للخروج من الضغط واسترجاع الانفاس ويتيح المجال للاخطاء الاثقل في مناطق 18 مترا. لكن في المقابل سجلنا تركيزا كبيرا وفطنة في تدخلات الحارس علي بومنيجل خاصة في الكرات الثابتة. كما أن رفع النسق في آخر المباراة كان أيضا مبعث اطمئنان على الحالة البدنية للمنتخب الذي تفطن إطاره الفني الى ضرورة اعتماد ثلاثة تغييرات فقط في المقابلات الدولية الودية لاختبار نسق الفريق ولياقة لاعبيه. بقي أن نشير الى أنه من خلال المقابلتين الدوليتين تجلى لنا العقم الهجومي واستنادا الى جسامة المسؤولية التي سيتحملها اللاعبون في قادم المقابلات وجب على الاطار الفني أخذ احتياطاته في خصوص الصلابة الدفاعية للفرق الافريقية وامتياز الحرّاس وبالتالي وسط الميدان يتوجّب أن يكون أكثر حركية ومساندة وجرأة أيضا. مع ضرورة استغلال نقاط قوتنا المتمثلة في الجزيري والطرابلسي والمالكي وبن عاشور كما يفترض أن يتم استغلال الكرات الثابتة بمناورات مختلفة وبتنويع أكثر. كما أن الجهة اليسرى في حاجة الى تنشيط أكثر ليكون الاداء متوازنا ومتناظرا (SYMETRIQUE) حتى لا يصبح مجرد التصدي للجهة اليمنى مؤديا للفشل الهجومي.