دعا الرئيس العراقي المعين غازي الياور امس الى منح «السيادة الكاملة» للعراقيين في بلادهم عبر قرار جديد يصدر عن مجلس الامن الدولي وقال ان الهدف في المرحلة المقبلة هو بناء عراق ديمقراطي موحد فيما أعلن رئيس الحكومة العراقية إياد علاوي عن تشكيلة حكومته التي ضمت وزيرا وأعلنت سلطة الاحتلال عن حل مجلس الحكم الانتقالي ومباشرة الحكومة الجديدة مهامها في انتظار موعد جوان. وقد أعلن الاخضر الابراهيمي مبعوث الامين العام للأمم المتحدة كوفي عنان أمس عن تعيين غازي الياور رئيسا للعراق. وقال الابراهيمي في بيان له ان ابراهيم الجعفري من حزب الدعوة الاسلامي الشيعي وروج نوري شاويس من الحزب الديمقراطي الكردستاني اختيرا نائبين للرئيس. سيادة «كاملة»! وفي أول تصريح له بعد تعيينه رئيسا للعراق دعا غازي الياور الى منح «السيادة الكاملة» الى العراقيين عبر قرار تجري مناقشته حاليا في مجلس الامن. وقال الياور ان العراقيين يريدون الحصول على السيادة الكاملة عبر قرار يصدر عن مجلس الامن للتمكن من اعادة بناء وطن حر مستقل ديمقراطي فيدرالي وموحد». وعبّر الياور عن الامتنان للأمم المتحدة ممثلة في شخص الاخضر الابراهيمي ودورها في انجاز مهمة التوصل الى اتفاق حول العملية السياسية ولما قدمته من جهد انساني عظيم لمساعدة العراقيين على التوصل الى السيادة الكاملة وتشكيل حكومة. وقال الياور ان الابراهيمي أبدى «شجاعة وحكمة كبيرتين» في مهامه وعبّر عن الامل في ان يصل مجلس الامن الى قرار في مصلحة العراقيين. وعبّر سكان بغداد عن أملهم في ان يعمل الياور على ارساء الامن والاستقرار في البلاد. والياور الذي عيّن أمس رئيسا للعراق هو ابن شقيق زعيم عشيرة شمر احدى كبرى العشائر العراقية. وكان قد صرّح في أفريل الماضي «لقد فشلنا في مجلس الحكم فنحن جالسون في حين ان البلاد تشتعل ونناقش أمورا اجرائية». وتعهد رئيس الوزراء العراقي الجديد إياد علاوي من جانبه امس بالعمل «على قيام دولة ديمقراطية في العراق». وقال علاوي في مؤتمر صحفي عقده مع الرئيس العراقي المعين غازي الياور والمبعوث الاممي الى العراق الاخضر الابراهيمي «بدأنا اليوم مسيرتنا نحو السيادة والديمقراطية». ومع تعيين رئيس جديد للعراق والاعلان عن تشكيلة الحكومة التي ستتولى السلطة في المرحلة المقبلة أعلن مسؤول في سلطة الاحتلال الامريكي في العراق عن حل مجلس الحكم الانتقالي الذي شكلته الولاياتالمتحدة العام الماضي وعن تولي الحكومة الجديدة مهامها برئاسة إياد علاوي. ترحيب.. وتحفّظ وفي أول رد فعل أمريكي على تعيين الحكومة العراقية الجديدة، قال الرئيس الامريكي جورج بوش ان عدة تحديات سيواجهها العراقيون معتبرا ان تشكيل حكومة مؤقتة يمثل «خطوة نحو تأسيس عراق حر وديمقراطي». وقال بوش انه يأمل في زيارة العراق لكنه لم يخف شكوكه في ان ذلك سيكون امرا صعبا قبل نهاية هذا العام. وصرّح وزير الخارجية الأمريكي كولن باول بأنه «مرتاح كثيرا» لتشكيلة الحكومة ووصفها بأنها «مجموعة قوية جدا». واعتبرت مستشارة الرئيس الأمريكي لشؤن الامن القومي كوندوليزا رايس ان اعلان الحكومة العراقية الجديدة يمثل خطوة ايجابية لمستقبل العراق. وعلّق الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان بأن عملية تشكيل الحكومة العراقية كانت صعبة وغير مكتملة. ورحّبت الرئاسة الايرلندية للاتحاد الاوروبي بالحكومة العراقية الجديدة. غير ان ابراهيم الجعفري المعين نائبا للرئيس العراقي، قال ان لحزبه تحفظات بشأن تركيبة الحكومة العراقية. وقال الجعفري : «نأمل ان تكون الحكومة المقبلة قادرة على ممارسة مسؤولياتها بطريقة عادلة ومتوازنة». وشكك العضو الكردي في مجلس الحكم الانتقالي المنحل محمود عثمان من جهته في مصداقية الحكومة العراقية الجديدة التي اعتبر أنها «تقترب من الصفر». وقال عثمان «اذا استمر الوضع على ما هو عليه نخشى ان تكون مصداقية الحكومة الجديدة قريبة من الصفر». مضيفا ان «نصف الوزراء كانوا يتسلمون مناصب في الحكومة وفي مجلس الحكم كما ان الأمريكيين يعطون الانطباع للجميع برغبتهم في السيطرة على كل شيء حتى بعد جوان». وتابع عثمان قوله «لو كانوا يريدون بالفعل الرحيل لما كانوا تصرّفوا كما يفعلون اليوم». لكن المبعوث الأممي الى العراق الاخضر الابراهيمي دعا العراقيين الى «منح فرصة للحكومة الجددة ومساعدتها على بناء عراق موحد وديمقراطي». وقال الابراهيمي خلال المؤتمر الصحفي الذي أعلن فيه عن تشكيل الحكومة إنه يأمل في أن ينجز الياور وعلاوي المهمات المناطة بعهدتهما في بناء العراق الجديد.