أبدت عدة جهات سياسية في العراق تحفظات بشأن تنصيب غازي الياور رئيسا للبلاد حيث وصف الأمين العام لتجمع عشائر العراق العملية بالمسرحية الأمريكية بينما انتقد الزعيم الكردي مسعود برزاني تشكيلة الحكومة العراقية مطالبا بأن يكون الرئيس أو رئيس الوزراء كرديا. وشبّه الجنرال الأمريكي المتقاعد انطوني زيني حصول الياور على منصب رئاسة العراق بالانقلاب. وقد أعلن أمس الأول عن تنصيب غازي الياور رئيسا للعراق بعد جدل وخلافات حول اسم المرشح للرئاسة وانحصر الصراع بين عدنان الباجه جي وغازي الياور الذي تم تنصيبه أخيرا. ورغم ترحيب قطاعات واسعة من العراقيين بهذا التصنيب أبدت أطراف سياسية تحفظات بشأن منصب الرئاسة وتشكيل الحكومة العراقية الجديدة. مسرحية أمريكية وقال غالب الركابي الأمين العام لتجمع عشائر العراق الديمقراطي إن ما جرى من عملية تنصيب الشيخ الياور لرئاسة العراق على حساب الباجه جي مع ميل سلطة الاحتلال الى الباجه جي هو مسرحية أمريكية باعتبار أن الرفض الأمريكي للياور قد هيأ له قبوله لدى الشعب العراقي ثم وافقت عليه سلطة الاحتلال بعد ذلك. وأضاف الركابي أن هذه المسرحية هي تتمة واستمرار لمهزلة مجلس الحكم بعد اخفاقات عام كامل يريدون تجاوزها بسمات جديدة ونحن نطالب بأن يكون الاختيار للعراقيين. وتابع الركابي قوله إن الشعب العراقي صاحب حس سياسي حتى الفلاح والعامل له رؤية سياسية. ورأى زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود برازاني من جانبه أن الحق والتاريخ يقضيان بأن يكون رئيس الدولة أو رئيس ا لوزراء كرديا لكنه أكد دعمه الرئيس العراقي الجديد والحكومة. وقال برازاني في تصرحيات نشرتها صحيفة «التآخي» الناطقة باسم حزبه إن ما تحقق اليوم لم يكن بمستوى طموحاتنا أو أي من الأطراف الوطنية لكن المهم لدينا كان التوصيل الى صيغة توافقية بين الجميع من أجل عراق جديد وقد عين نائبان للياور أحدهما كردي وهو روش نوري شاويس. وأبدى حزب المؤتمر الوطني العراقي الذي يتزعمه أحمد الجلبي تحفظاته على تشكيل الحكومة الانتقالية العراقية. وقال حيدر الموسوي المتحدث باسم المؤتمر الوطني العراقي إن حزبه كان يدعو دائما الى اجراء انتخابات حرة ديمقراطية في العراق لاختيار الحكومة التي ستتسلم السيادة. وناشد الموسوي الحكومة الجديد العمل على استتباب الأمن في العراق. لكن المرجعية الشيعية في النجف أكدت دعمها للرئيس العراقي المعنين غازي الياور في موقف وصف بأنه سيكون عاملا مساعدا على تحقيق الوحدة الوطنية. وقال المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني في رسالة الى الياور ان الشعب العراقي والعراق أمانة في عنقك وأنا متأكد من أنك ستؤدي الأمانة. وأعربت طهران عن «سعادتها» بالحكومة العراقية الجديدة وقالت إنها خطوة نحو عودة السيادة الى العراق. ورحبت مصر والأردن والجامعة العربية وتركيا بالحكومة العراقية الجديدة معربة عن أملها في أن تؤدي مهامها وتعمل على ارساء الاستقرار في العراق. انقلاب غير أن الجنرال الأمريكي المتقاعد انطوني زيني شبه حصول غازي الياور على منصب رئاسة العراق بدلا عن المرشح المفضل لدى سلطة الاحتلال بأنه انقلاب. وقال زيني في مؤتمر صحفي عقده مع شريكه توم كولنسي بمناسبة نشرهما كتابا ينتقد ادارة بوش ان الرئيس الأمريكي تلقى معلومات غير موثوقة من القيادة المدنية في وزارة الدفاع حول العراق. واضاف زيني : أعتقد أنه وقع انقلاب في بغداد والذي أحدثه هو مجلس الحكم وليس بريمر أو الأخضر الابراهيمي. ومضى زيني يقول لقد حدد المجلس شكل الحكومة الانتقالية التي ستكون وثيقة الصلة بمجلس الأمن وقد أكد لنا الرئيس بوش أنها ستحصل على السيادة الكاملة وسيتدخل مجلس الأمن فماذا سنتوقع من الفرنسيين والصينيين والروس وغيرهم سنكون مهمشين نراقب ما يجري. وقد رحبت برلين أمس بتنصيب حكومة عراقية انتقالية جديدة ووعدت بالعمل معها للمساعدة على اعادة بناء العراق. وأعربت روسيا عن أملها في أن تنجح الحكومة العراقية في ارساء الاستقرار في البلاد. واعتبر رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني تعيين الحكومة العراقية الجديدة خطوة مهمة نحو الديمقراطية. ورحبت اليابان بالحكومة الجديدة وقالت إنها تأمل في أن تعمل على ارساء الاستقرار السياسي في العراق. ووصف رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير تعيين الحكومة العراقية الانتقالية والرئيس العراقي بأنه يوم تاريخي للعراق.