القاهرة خاص الشروق (من محمد يوسف): فيما تدهور الحال العربي واتسعت رقعة الهوان على الجسد الواهن للمنطقة من البحر الى غزة الى النهر في العراق تقدم حمد بن صباحي عضو مجلس الشعب المصري للمرة الثانية بطلب الى لجنة الاحزاب لتأسيس حزب جديد تحت اسم «حزب الكرامة العربية». وجاءت هذه الخطوة بعد رفض طلبه الاول منذ سنتين وفي توقيت حاسم بعد نجاح حمدين الذي يعد من أقطاب التيار الناصري في الحصول على ألف توقيع بوصفه وكيلا لمؤسس الحزب من بينهم العديد من الاسماء المعروفة على رأسها المخرج الكبير يوسف شاهين والكاتب محفوظ عبد الرحمان وشيخ الناصريين المفكر محمد عودة تشملهم الهيئة التأسيسية للحزب الجديد الذي سينتظر الحصول على موافقة لجنة الاحزاب لتعود «الكرامة» العربية ولكنه في صورة حزب بعد ان هانت على أرض الواقع. ويشير مراقبون ل»الشروق» التي شاركت في تجمع لاعضاء الهيئة التأسيسية للحزب ان الصبغة الأساسية له ستكون ناصرية وتوقعت ان يتم طرحه كبديل للحزب الناصري العربي القائم حاليا، برئاسة ضياء الدين داود، وذلك في خطوة يتوقع ان تودي في حال اكتمالها والحصول على الموافقة الى جذب اعداد كبيرة من الناصريين الذين انشقوا عن الحزب القائم بما قد يرشح الحزب الناصري الى الانهيار، ويذكر هنا ان حمدين صباحي نفسه أحد المنشقين عليه منذ العام 1996 وسعى لتأسيس حزب الكرامة العربية الذي يتبنى مبادئ ثورة 23 جويلية وفكر الزعيم الراحل جمال عبد الناصر. ويرى المراقبون انه حزب «الاحلام» لاي مواطن عربي في اشارة الى أهدافه التي تم طرحها في التجمع الذي شهدته «الشروق» ومبادراته التي تضمنها برنامجه السياسي مثل انشاء نهر صناعي من بحيرة ناصر ومبادرة مصر للطاقة النووية ومبادرة الاختراق الالكتروني وملامح مشروع فضائي مصري الى تبني مبادرة التقسيم الاداري الجديد لمصر الذي طرحه مفكر الجيوبولتيكا الراحل الدكتور جمال حمدان. ومن جانبه يقول حمدين صباحي ل»الشروق» عندما واجهته بما قيل في الكواليس انها احلام مشروعة وقابلة للتحقيق مشيرا الى أن الحزب ليس مجرد اسم يضاف الى قائمة الاحزاب الموجودة على الساحة ولكنه حركة تجمع على الاهداف الوطنية الكبرى من الحريات الى التنمية وحتى مناهضة التطبيع الصهيوني والتغريب الامريكي، بالاضافة الى اعادة بناء مصر وتأهيلها لقيادة حركة التوحيد العربي وبناء تحالف المستضعفين من شعوب وحضارات الشرق والجنوب في مواجهة الهيمنة الغربيةالامريكية ويقول: آن لنا ان نرفع الرأس ونحطم القيود ونستمسك بالكرامة... كرامة الانسان... كرامة الوطن... وكرامة الأمة، وأن نعمل من أجل وحدة عربية ولكن من الجماهير لو حدثت ما جاع عربي أو أهين... ولا تراجعت دمشق او القاهرة او انتهكت القدس وسقطت بغداد. ويؤكد حمدين ل»الشروق» ان مؤسسي حزب الكرامة العربية معروفون منذ سنوات شبابهم بمواقفهم وحلمهم بكرامة الوطن وكرامة المواطن، ويقول: كلهم كانوا ومازالوا بجميع أجيالهم وسط الجماهير... رفضوا الهزيمة في 9 و10 جوان 1967، وفي الحركة الطلابية المصرية منذ عام 1968 وحتى 1972 كما كانوا في مقدمة الجماهير في «انتفاضة الخبز» الشهيرة 1977، وواجهوا سياسات السادات لتصفية المكتسبات الاشتراكية والاتفاق مع العدو الصهيوني والتطبيع وتبعية مصر والمنطقة للعدو الامريكي. وتشير قائمة مؤسسي حزب الكرامة العربية التي حصلت «الشروق» على نسخة منها أسماء مثل الدكتور فوزي حماد الرئيس الاسبق لهيئة الطاقة النووية وجمال أسعد عبد الملاك القبطي المصري البارز وكمال أبو عيطة صاحب لقب «مؤذن الثورة» ابرز قادة المظاهرات الشعبية منذ السبعينات وحتى الآن وعصام الاسلامبولي المحامي «الفقيه» في قضايا الرأي والفنان سامح السريطي والمخرج خالد يوسف مخرج فيلم «العاصفة» وعصام الجباخنجي الفنان التشكيلي.