العاب التضامن الاسلامي (الرياض 2025): التونسية اريج عقاب تحرز برونزية منافسات الجيدو    الليلة: أمطار متفرقة ورعود بأقصى الشمال الغربي والسواحل الشمالية    أيام قرطاج المسرحية 2025: تنظيم منتدى مسرحي دولي لمناقشة "الفنان المسرحي: زمنه وأعماله"    كاس العالم لاقل من 17 سنة:المنتخب المغربي يحقق أكبر انتصار في تاريخ المسابقة    بنزرت: ماراطون "تحدي الرمال" بمنزل جميل يكسب الرهان بمشاركة حوالي من 3000 رياضي ورياضية    الانتدابات فى قطاع الصحة لن تمكن من تجاوز اشكالية نقص مهنيي الصحة بتونس ويجب توفر استراتيجية واضحة للقطاع (امين عام التنسيقية الوطنية لاطارات واعوان الصحة)    رئيس الجمهورية: "ستكون تونس في كل شبر منها خضراء من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب"    نهاية دربي العاصمة بالتعادل السلبي    عاجل: أولى الساقطات الثلجية لهذا الموسم في هذه الدولة العربية    الجولة 14 من الرابطة الأولى: الترجي يحافظ على الصدارة والهزيمة الأولى للبقلاوة    شنيا يصير كان توقفت عن ''الترميش'' لدقيقة؟    عاجل: دولة أوروبية تعلن حظر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال دون 15 عامًا    احباط تهريب مبلغ من العملة الاجنبية يعادل 3 ملايين دينار..#خبر_عاجل    من صفاقس إلى منوبة: تفاصيل صادمة عن مواد غذائية ملوّثة تم حجزها    حجز أكثر من 14 طنا من المواد الفاسدة بعدد من ولايات الجمهورية    عاجل : فرنسا تُعلّق منصة ''شي إن''    جندوبة: الحماية المدنية تصدر بلاغا تحذيريا بسبب التقلّبات المناخية    رحيل رائد ''الإعجاز العلمي'' في القرآن الشيخ زغلول النجار    تونس تطلق أول دليل الممارسات الطبية حول طيف التوحد للأطفال والمراهقين    تونس ستطلق مشروع''الحزام الأخضر..شنيا هو؟''    احتفاءً بالعيد الوطني للشجرة: حملة وطنية للتشجير وبرمجة غراسة 8 ملايين شتلة    حريق بحافلة تقل مشجعي النادي الإفريقي قبل الدربي    أعلاها 60 مم: كميات الأمطار المسجلة خلال ال24 ساعة الماضية    الديربي التونسي اليوم: البث المباشر على هذه القنوات    ظافر العابدين في الشارقة للكتاب: يجب أن نحس بالآخرين وأن نكتب حكايات قادرة على تجاوز المحلية والظرفية لتحلق عاليا في أقصى بلدان العالم    خطير: النوم بعد الحادية عشرة ليلاََ يزيد خطر النوبات القلبية بنسبة 60٪    عفاف الهمامي: كبار السن الذين يحافظون بانتظام على التعلمات يكتسبون قدرات ادراكية على المدى الطويل تقيهم من أمراض الخرف والزهايمر    هام: مرض خطير يصيب القطط...ما يجب معرفته للحفاظ على صحة صغار القطط    تحذير من تسونامي في اليابان بعد زلزال بقوة 6.7 درجة    عاجل-أمريكا: رفض منح ال Visaللأشخاص الذين يعانون من هذه الأمراض    الجزائر.. الجيش يحذر من "مخططات خبيثة" تستهدف أمن واستقرار البلاد    الأربعاء المقبل / إطلاق تحدّي " تحدّ ذكاءك الاصطناعي" بالمدرسة العليا للتجارة    النواب يناقشو مهمة رئاسة الحكومة: مشاريع معطّلة، إصلاح إداري، ومكافحة الفساد    التشكيلات المحتملة للدربي المنتظر اليوم    شوف وين تتفرّج: الدربي ومواجهات الجولة 14 اليوم    المسرح الوطني يحصد أغلب جوائز المهرجان الوطني للمسرح التونسي    مالي: اختطاف 3 مصريين .. ومطلوب فدية 5 ملايين دولار    الشرع في واشنطن.. أول زيارة لرئيس سوري منذ 1946    رأس جدير: إحباط تهريب عملة أجنبية بقيمة تفوق 3 ملايين دينار    الدورة 44 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب: 10أجنحة تمثل قطاع النشر التونسي    من كلمات الجليدي العويني وألحان منير الغضاب: «خطوات» فيديو كليب جديد للمطربة عفيفة العويني    عماد الأمن الغذائي والمنظومة الإنتاجية .. الدعم لإنعاش الفلاّح وإنقاذ الفلاحة    أولا وأخيرا .. قصة الهدهد والبقر    تقرير البنك المركزي: تطور القروض البنكية بنسق اقل من نمو النشاط الاقتصادي    منوبة: الكشف عن مسلخ عشوائي بالمرناقية وحجز أكثر من 650 كلغ من الدجاج المذبوح    هذه نسبة التضخم المتوقع بلوغها لكامل سنة 2026..    البنك المركزي: نشاط القطاع المصرفي يتركز على البنوك المقيمة    "اللص النائم".. أغرب ضيف ينتظر سيدة في منزلها    الدورة الاولى لمهرجان بذرتنا يومي 22 و23 نوفمبر بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس    بسمة الهمامي: "عاملات النظافة ينظفن منازل بعض النواب... وعيب اللي قاعد يصير"    الطقس اليوم..أمطار مؤقتا رعدية بهذه المناطق..#خبر_عاجل    بايدن يوجه انتقادا حادا لترامب وحاشيته: "لا ملوك في الديمقراطية"    جلسة عمل بوزارة الصحة لتقييم مدى تقدم الخطة الوطنية لمقاومة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية    تونس: ارتفاع ميزانية وزارة الثقافة...علاش؟    تعرف قدّاش عندنا من مكتبة عمومية في تونس؟    من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظّه من الخير    خطبة الجمعة ... مكانة الشجرة في الإسلام الشجرة الطيبة... كالكلمة الطيبة    مصر.. فتوى بعد اعتداء فرد أمن سعودي على معتمر مصري في المسجد الحرام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"عبد الحكيم عبد الناصر" (ابن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر) في حوار شامل ل«التونسية»: الربيع العربي في الطريق إلى السعودية والجزيرة العربية.. الجامعة العربية جامعة حكام.. لا جامعة شعوب..و دول البترودولار تقود الثورات المضادة
نشر في التونسية يوم 02 - 06 - 2012


إسرائيل كيان توسعي.. وسنتعامل معه على هذا الأساس
النظام السوري فشل.. وعلى الفاشل الرحيل فورا
أصوات «حمدين صباحي» حلال.. وهو رئيس جمهورية الثورة
من مبعوثنا الخاص إلى القاهرة: أحمد فضلي
أثناء زيارة «التونسية» لمصر لتغطية الانتخابات الرئاسية المصرية اتيحت لنا الفرصة للالتقاء بنجل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر المهندس عبد الحكيم عبد الناصر في مكتبه أين يدير شركة للتنفيذ المعماري‏ خصوصا وانه متخرج من كلية الهندسة بجامعة القاهرة عام‏1976 وله 3 أبناء‏ (‏منى وخالد وجمال في الصف الأول الثانوي). تحدثنا معه في عدة مواضيع أهمها موقفه من الجامعة العربية والملف السوري والدور القطري والسعودي في المنطقة، وفتحنا معه ملفات تتعلق بعودة التيار الناصري إلى الساحة المصرية والعربية بعد قمع طويل وتقييمه للحكم العسكري وعلاقة آل ناصر بآل السادات وغيرها من المواضيع فكان الحوار التالي:
بداية مرحبا بك ضيفا على قراء «التونسية»:
- أهلا بكم وبقراء «التونسية» وانتهز هذه الفرصة لأحيي الشعب التونسي العظيم.. وتونس أيقونة الثورات العربية مفخرة الربيع العربي.. كما أترحم على الشهيد البوعزيزي وجميع الشهداء وأبرق بأخلص عبارات الشكر لثوار تونس الاحرار ملهمي ثوار مصر وكل العالم العربي، كما لا يفوتني أن أحيي شباب تونس الذي حصل لي شرف الالتقاء به منذ مدة قصيرة أثناء زيارتي إلى تونس لحضور مؤتمر توحيد التيار العربي التقدمي الناصري.
كيف تنظرون إلى الوضع والحراك السياسي في مصر ؟
- نحن كتيار عربي قومي ناصري نعتبر أن ما تعيشه مصر في الوقت الراهن هو انتصار كبير لبناء الحرية والديمقراطية التي طالبت بها الثورة..
ما هي حقيقة ثقل التيار الناصري في الشارع المصري ؟
- رغم ما لمسنا من ضعف الإمكانيات المادية التي لا تقارن بالمال الذي رصد للمرشحين الآخرين الذين يمثلون سواء التيار الإسلامي أو النظام البائد فقد حصد التيار الناصري زخما كبيرا من الأصوات وهو ما نعتبره مصدر فخر لنا جميعا وحافزا لمواصلة العمل والإعداد للمستقبل.. وعلى ضوئه فإننا سوف نصوغ تحركاتنا المستقبلية بناء على ما اكتسبناه في الآونة الأخيرة.
لماذا دعم التيار الناصري ترشح «حمدين صباحي» لرئاسة الجمهورية المصرية ؟
- نعم، فحمدين صباحي هو رئيس جمهورية الثورة رغم ما ستسفر عنه نتائج الانتخابات فالأصوات التي تحصل عليها ليست إسلامية وليست أيضا ملكا للنظام السابق فال 5 ملايين صوت التي تحصل عليها تمثل الجماهير الثورية والجمهورية الحقيقية.. هي أصوات «حلال» لم تلطخ بالمال السياسي او بالتجارة الدينية (يعني تهديد الناخب بالدخول إلى الجنة او النار).. ولألخص المسألة، الأصوات التي تحصل عليها «حمدين» هي أصوات نابعة من الضمير المصري الحي..
خلافا لجميع التوقعات لم تتقدم بترشحك للرئاسة..
- حقيقة الجميع استغرب قرار عدم ترشحي للرئاسة، انا خيرت عدم الترشح لأسباب أولها أنني لا أريد أن أركب على الثورة وثانيا الثورة قامت ضد التوريث وأنا ضد التوريث شكلا ومضمونا.. ولا أخفيك سرا الأستاذ حمدين صباحي هو رجل ثوري ومارس عمله السياسي منذ 20 سنة وتحدى السادات ومبارك وفي أكثر من مرة زج به في السجن نتيجة لأفكاره ومعارضته للرئيسين السابقين.. أنا أعتبر «صباحي» ابنا روحيا لجمال عبد الناصر وما وصوله إلى هذه المرتبة إلا دليل على انتمائه إلى الشعب وإلى الأشياء والقيم السامية التي ثار من اجلها جمال عبد الناصر في العقود الماضية..
ناديتم بإنشاء الجمهورية الثالثة كيف ذلك ؟
- المشهد السياسي في مصر تمثله 3 مجموعات، الأولى مجموعة الإسلام السياسي والثانية مجموعة الفلول أو ما يطلق عليها بقايا النظام البائد والثالثة والأخيرة تمثل شباب مصر وفلاحيها ومثقفيها وثوراتها..
المجموعتان الأولى والثانية تدعوان إلى الجمهورية الثانية أما أنا وحمدين صباحي فندعو إلى الجمهورية الثالثة وذلك لسبب واحد هو ان الجمهورية الاولى كانت زمن ثورة يوليو وقادها جمال عبد الناصر وانتهت بوفاته وآخر إنجازاتها حرب أكتوبر 1973 التي رفعت شعار «ارفع رأسك يا اخي فزمن الاستبداد ولى بلا رجعة».
اما ارهاصات الجمهورية الثانية فبدأت مع انقلاب أنور السادات في 15 ماي (وحتى لا يحدث خلط في الأمور قصد المهندس عبد الحكيم جمال عبد الناصر أن مبادئ الثورة والجمهورية الأولى تواصلتا إلى حدود 6 أكتوبر 73 وأنور السادات شرع في الإعداد للجمهورية الثانية قبل الحرب بقليل) وقد أهدرت هذه الجمهورية المبادئ التي قامت عليها ثورة 23 يوليو ومنها قيمة العمل والاستقلال والمساواة وتكافؤ الفرص.. كما باع انور السادات خلال الجمهورية الثانية نسبة 99 %من أوراق نجاح مصر إلى أمريكا قبل أن يتم التفريط في القرار الوطني وفي التوجهات الإقتصادية لاحقا.
لندخل بذلك في سياسة الإقتصاد المفتوح والسمسرة ومنها إلى الفساد وإتفاقية السلام مع إسرائيل الواهم المفروض بالقوة من قبل هذه الأخيرة وأخيرا جاء مبارك ليواصل السير في هذا الإتجاه بتفوق ليسري الفساد ويتحول إلى قانون للحكم وتصبح جمهورية الفساد قائمة الذات.. وكان القرار خلال هذه الفترة ينبع من واشنطن وتل أبيب حتى ان العدو الصهيوني اصبح يتباهى على رؤوس الملإ ويطلق على رئيس مصر لقب «الكنز الإستراتيجي الإسرائيلي». اليوم من المفروض أن نبدأ الجمهورية الثالثة جمهورية 25 يناير التي تنادي بمبادئ أساسية لا حياد عنها.
في صورة عودة التيار الناصري إلى سدة الحكم كيف ستكون العلاقات مع إسرائيل وأمريكا.. ؟
- طبعا ليست لدينا مشكلة مع الشعب الأمريكي وإنما مشكلتنا الرئيسية هي مع الإدارة الأمريكية المنحازة لإسرائيل ومحاولتها التعامل بهيمنة،نحن نتعامل بندية ونريد ان نعامل بالمثل على أساس المصلحة المشتركة هذا بالنسبة للعلاقات مع أمريكا. بالنسبة لإسرائيل موقفنا واضح هي كيان معتدي كيان قائم على اغتصاب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وهو كيان توسعي والأهم من ذلك تهديده لأمننا الوطني وسنتعامل معها على هذا الأساس..
وكأول اجراء سنقوم به هو قطع الغاز عن إسرائيل وهذا من النقاط التي ذكرها حمدين صباحي في حملته. اما اتفاقية كامب ديفيد فقد كبلنا بها سابقا ونحن لن نخوض حربا إلا إذا فرضت علينا فرضا.. حربنا الأساسية الآن هي ضد الفقر والأمية والفساد..
ما هو موقفكم من تعامل الجامعة العربية مع بعض الملفات الساخنة في المنطقة العربية ؟
- أنا من أكثر الأشخاص الذين يرون أن الجامعة العربية هي شيء هلامي.. اليوم أصبحت تقنن لأشياء عدة.. فهي من أعطى الضوء الأخضر لتدخل الناتو في ليبيا ليتحول ثوار ليبيا إلى «ثوار ناتو» عوض أن يكونوا مثل ثوار مصر وتونس ورغم هذا فنحن نحترم ثورة الشعب الليبي ونحن مع ثورات الشعوب العربية.. الجامعة العربية مسيطر عليها فهي لا تعبر عن الشعوب وإنما تعبر عن إرادة حكام عرب الذين لا نثق في نواياهم .
ما من ثورة تحدث إلا ونلاحظ تحركا قطريا لدعمها.. (مثال تونس وليبيا وسوريا).. ؟
- لا يمكن أن أسميه تدخلا قطريا كاملا.. يمكن تسميته تدخل الدولار البترولي (بترو-دولار) وللأسف هذا الأخير تحركه أمريكا.. نحن هنا في مصر تضررنا منه كثيرا منذ أيام الوحدة بين مصر وسوريا وأيام حكم عبد الناصر فالسعودية وقتها قامت بدور يتعامل مع الثورة المضادة وتدخلت في اليمن دون نسيان أنها حاولت اغتيال جمال عبد الناصر سنة 1958 بعد قيام الوحدة. ويجب ألا ننسى أنهم اليوم هم يقومون بمحاولات لإشعال الثورة المضادة.. وهنا لا يمكن لي الحصر إلا في الدولار البترولي .
إذن ترى أن السعودية أيضا لها دور فاعل في تحريك الثورات المضادة؟..
- نعم ،ومن يحركها ويقف خلفها هي أمريكا وذلك قصد المحافظة على المصالح ومنها المحافظة على منابع النفط..
الثورة في سوريا تدخل منعرجا حساسا فهل كان من الواجب قيام ثورة فيها؟
- أرى أن المشكل في الأنظمة السياسية والحاكمة وللأسف مارست هذه الأخيرة الاستبداد والفساد ضد الشعوب ..والثورات لا تقوم الا نتيجة للفساد والظلم الاجتماعي فمثلا قامت ثورة 23 يوليو ضد الاستبداد والفساد اللذين كان يعاني منهما الشعب المصري إضافة إلى الاحتلال البريطاني.و أي نظام يمارس مثل هذه الأفعال يجب أن تقام ضده ثورة .
بالنسبة إلى سوريا الحزب الحاكم قسم الشعب إلى نصفين، إن كنت مواليا له تتمتع بامتيازات وإن كنت معارضا له فالحرمان هو قدرك.. طبيعي كانت النتيجة ثورة في وجه بشار الأسد .
الحل في نظركم لتخطي الأزمة السورية؟..
- أنا أرى أن النظام السوري فشل في إدارة شؤون البلاد ولصالح المواطن.. لذلك فعلى النظام الرحيل فورا.. أي إنسان يفشل عليه بالمغادرة ومن ثم الشعب يختار بنفسه من يراه صالحا لإدارة شؤون البلاد، وخير مثال ملموس نجده في جمال عبد الناصر عندما أحس أنه فشل في سنة 1967 قرر الاستقالة غير أن الجماهير المصرية والعربية نزلت إلى الشارع وطالبته بالعدول عن قراره..
بالحديث عن الأنظمة العربية، كيف يقيم ابن جمال عبد الناصر نظام أبيه؟
- في نظام جمال عبد الناصر لم يكن هناك فساد بل حدثت بعض التجاوزات البسيطة التي لم تؤثر على الدولة ولم تنعكس سلبا على المجتمع والمنظومة والنواة الأساسية(اي القيادة والحكومة) لم تكونا فاسدتين بل بالعكس كانتا منكبتين ليلا ونهارا على بناء الدولة والخروج بها من تركة الاستعمار والملكية. فالمشكل الحقيقي هو عندما يمس الفساد الحكومة أي يكون أعضاؤها وقادتها من الفاسدين..
ما حكمكم على المجلس العسكري الذي يدير شؤون المرحلة الانتقالية؟
- للأسف المجلس العسكري في مصر كان غير موفق في إدارة المرحلة الانتقالية رغم انطلاقته الجيدة بعد احتضانه للثورة ورفضه لوأدها رغم قدرته على ذلك..
لو عرضت حركة الإخوان على التيار الناصري الدخول في حلف؟..
- لا من الصعب حدوث أمر مثل هذا ، نحن كتلة قائمة بذاتها تعبر عن ضمير مصر والشعب المصري وهي تعبر عن نفسها ولن تكون تحت جناح أي أحد..
هناك فئات كثيرة سواء في تونس أو مصر أعربت عن ندمها لاختيار الإسلاميين والاسلام السياسي لتسيير دواليب الحكم..
- ذلك نتيجة الاستخدام الموظف عمدا للإسلام السياسي والمال السياسي في الإنتخابات.. بالنسبة لنا ولمرشحنا ننظر إلى الجانب الإيجابي فمن صوت لنا لن يندم على ذلك فهو نزل إلى الصندوق عن اقتناع ونحن لم نستخدم المال والحافلات لجلب الناس إلى مقرات اللجان أو استعمالنا لغة الحلال والحرام.. إن شاء الله يقدر الخير لهذا الوطن..
عودة «الفلول» إلى الساحة ألا يؤثر ذلك في المناخ السياسي ؟
- لقد أنشأ قانون يمنع فلول النظام السابق من الترشح للانتخابات لكن للأسف لم يفعّل، فهذا القانون كان في البداية ضد الإخوان المسلمين نتيجة لتحالفات صاغوها لا أعرف ان كانت مع المجلس العسكري او مع من، ثم بعد فوات الأوان بدؤوا بتفعيله بعد فوات الأوان.
لو بلغ مرسي وشفيق الدورة الثانية من هو الأقرب للرئاسة ؟
- «لو» هذه ينطبق عليها «لو» التي تفتح عمل الشيطان قالها «ضاحكا».. دعنا لا نسبق الإعلان النهائي عن نتائج الانتخابات (الحوار أجري قبل يوم من الإعلان الرسمي عن نتائج الإنتخابات وتحديدا يوم الأحد 27 ماي 2012 ).
الملاحظ انه خلال الثورة التونسية تم الرجوع إلى الفكر البورقيبي وفي مصر الصورة الوحيدة التي ظهرت في ميدان التحرير هي لجمال عبد الناصر ما مرد ذلك ؟
- وضع طبيعي عندما يريد ضمير الأمة الخروج للتعبير عن نفسه فإنه يستدعي الرموز التي عبرت عن ضمير الأمة بإخلاص وهذا ما حدث في مصر وما حدث عندكم في تونس .
العلاقة بين عائلتي عبد الناصر والسادات إبان إنقلاب أنور السادات وإلى آخر أيام حكمه؟
- علاقة تميزت بنوع من الفتور مع الرئيسين السابقين.. بالنسبة إلى العلاقة مع انور السادات وعائلته كانت هناك حالة من القطيعة، خاصة من جانبنا وبالتحديد بعد ذهابه إلى إسرائيل.. وتعززت كذلك بعد الحرب الشرسة والحملة المغرضة الهادفة إلى تشويه صورة جمال عبد الناصر والتي شنت إثر حرب 1973.
ذكرت أن حربا شرسة شنت على عبد الناصر.. من أبطالها؟..
- الذين قادوا هذه الحرب أولئك الذين قامت ضدهم ثورة 23 يوليو إلى جانب الأشخاص الذين خافوا على مصالحهم زائد السادات الذي تزعم الحملة إرضاء للأمريكان حيث تعهد لهم بالقضاء على فكر عبد الناصر من وجدان المصريين والأمة العربية ككل.. والحمد لله نتيجة الانتخابات وما حصده التيار الناصري ممثلا في حمدين صباحي هو أكبر لطمة على خد السادات وأعوانه وأمريكا رغم المليارات والملايين التي صرفت للإطاحة بالفكر الناصري..
«اليوم الشعب المصري لطمهم لطمة قوية على خدهم ..ف5 ملايين صوت لحمدين صباحي هي بمثابة 5 ملايين صوت لجمال عبد الناصر» .
جمال عبد الناصر في كلمتين؟..
- (بتأثر شديد) «وحشني جدا لحد هذه الساعة».. » آخر مرة عندما كنت مع حمدين في حملته الانتخابية في أصوان تركت الجلسة وتوجهت نحو السد العالي أحسست وكأنه واقف بجانبي (يصمت بعض الوقت) «واحشني.. واحشني.. وجوده وحشني جدا».
في جولتي الأخيرة في حملة حمدين بكامل محافظات مصر أحسست به حيّا في المزارع، داخل الفلاحين والمواطنين وكل فقراء شعب مصر الذين أحسوا أن جمال هو حلمهم الذي لم يكتمل ولمسوا في «حمدين» تجديدا لهذا الحلم.. الحمد لله .
ابن زعيم أمة كيف يمارس حياته الطبيعية ؟
- يكفيني فخرا أنني كنت أتجول مع الأستاذ حمدين في محافظات مصر بلا حراسة شخصية على عكس الحال مع المرشحين الآخرين بل كنا نحس أن الناس هم الذين يحرسوننا.. سعيد أنني عشت لرؤية إنتهاء الجمهورية الثانية والشروع في بناء جمهورية ثالثة دون تعصب أو تطرف فكري أو عقائدي .
حسب رأيك أي الدول أقرب لأن يطالها الربيع العربي بعد سوريا؟
- لم يبق سوى السعودية والجزيرة العربية..
بما تختمون؟
- أحيي الشعب في مصر وفي تونس وآمل أن يكون الربيع العربي مشروع حلم وحدة عربية لأن ما حدث كان بسرعة ويثبت أن العربية القومية التي بدأ بها جمال عبد الناصر هي أصيلة في كل مواطن منذ قديم الزمان.. أتمنى أن يأتي يوم يركب فيه المواطن العربي من المغرب في سيارته فيبلغ الخليج العربي دون أن يقف في حدود ويستظهر بجواز سفره..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.