قال مؤرخون عسكريون امريكيون انهم لا يستبعدون ان يستمر الغضب من حرب العراق قرنا كاملا باعتبار آثار حروب سابقة خاضتها الولاياتالمتحدة وفق ما ذكرته صحيفة «واشنطن بوست» الامريكية. وشهدت حرب العراق سقوط 800 قتيل ونحو 4600 جريح في صفوف الامريكيين خلال 14 شهرا وهو ما يجعل منها حربا صغيرة حسب المواصفات الامريكية. ومن حيث مجموع الضحايا القتلى والجرحى معا (في صفوف الامريكان فقط) فان الولاياتالمتحدة عانت لحد الآن من عدد ضحايا يفوق خسائرها في الحرب الامريكية الاسبانية في حين ان عدد القتلى (الامريكيين) في العراق تجاوز عددهم في حرب عام 1812 وحرب المكسيك. ووفق ما نقلته صحيفة «الشرق الاوسط» العربية في موقعها على شبكة الانترنات فان بعض المؤرخين والمتخصصين العسكريين يقولون ان الحرب في العراق من الأهمية بمكان بحيث انها لا تقل شأنا عن غيرها من حروب امريكا من حيث تأثيرها على السياسات الوطنية والرأي العام في الولاياتالمتحدة. ويقول كالف سيب ضابط القوات الخاصة السابق الذي يدرّس التحليلات العسكرية في احدى مدارس البحرية الامريكية: لقد بدأت الحرب في العراق كمجرد تدخل ولكنها اتسعت الآن لتصبح «حربا صغيرة» وتقف على أبواب التحول الى حرب متوسطة (بالمقاييس التقنية الامريكية). ويرى محللون ان المقاييس الامريكية للحروب قد لا تكون كافية لتقدير اهمية حرب العراق فعواقب هذه الحرب ليس أقل تأثيرا وخطرا من أي حروب رئيسية اذا ما أخذ في عين الاعتبار الأثر الذي تتركه على مكانة الولاياتالمتحدة في منطقة الشرق الاوسط وليس مدى استمرار نفوذها في العراق وحده. ويقارن كيرت هاكمر المتخصص في التاريخ العسكري في جامعة ماوث داكوتا، بين حرب العراق والحرب في الفيليبين التي استمرت لثلاثة أعوام بين 1899 و1902 وأسفرت عن خسائر بين قتلى وجرحى في صفوف القوات الامريكية وصلت الى 7192 فردا، ويرى المؤرخ ذاته ان حرب العراق قريبة من تمرد الفيليبين بما ان الامريكيين يقاتلون «تمردا ينطوي على اعتبارات سياسية تحظى بدعم شعبي. ويقول إم لين الاستاذ في جامعة تكساس والخبير في تاريخ حرب الفيليبين، في الحالتين معا (الفيليبين والعراق) فان الحربين تمثلان صراعين امبرياليين وخروجا جذريا عن السياسات الخارجية السابقة... وفي الحالتين هناك بعض القلق المشروع وان القوات الامريكية غزت بلدا لم يكن يشكل خطرا وعلى الرغم من ان العمليات العسكرية كانت ناجحة لكن ضمان عدم حدوث أعمال مسلحة مناهضة كان بعيدا وفي الحالتين فشل القادة السياسيون وقادة الجيش في تقدير حجم المقاومة واعتبروها بمثابة نشاطات لعصابات واعمال ارهابية. وأضاف، الغضب ضد الولاياتالمتحدة في الفيليبين ما يزال قائما حتى الآن على الرغم من مرور قرن من الزمان على تلك الحرب التي تشبه حرب العراق من حيث المواصفات والآثار.