أكد الخبير الاستراتيجي ومؤرخ الجيش الأمريكي أن الولاياتالمتحدة غزت العراق دون أن يكون لديها خطة رسمية لما بعد الاحتلال وفرض الاستقرار فيه. ووصف الرائد آزايا ويلسون ذلك ب «الفشل الكبير» الذي قال بأنه مستمر في تقويض ما يوصف بجهد «معتدل إلى ضعيف» للجيش الأمريكي في العراق. وقال ويلسون الذي خدم كمؤرخ رسمي للحرب الأمريكية على العراق وعمل بعد ذلك مخططا لها إنه «لم تكن هناك مرحلة رابعة» لاحتلال العراق بعد مرحلة القتال؟ وأضاف أنه على الرغم من أن مختلف المكاسب الحكومية نظرت في الأوضاع المحتملة التي ستأتي بعد النصر الأمريكي إلا أنه ما من أحد وضع وثيقة فعلية تبين استراتيجية لتدعيم النصر بعد إعلان الرئيس بوش في الأول ما ماي 2003 عن انتهاء العمليات العسكرية الرئيسية. وقال ويلسون في تقرير قدمه إلى العديد من المؤتمرات الأكاديمية وتناولته صحيفة واشنطن بوست يوم السبت أنه «لم تكن هناك خطة عملية كافية لتحقيق الاستقرار والإسناد بعد سقوط النظام العراقي.» ويعتبر تقرير ويلسون الذي يتضمن انتقادات قوية للحرب الأمريكية على العراق هو الأول من نوعه الذي يصدر عن شخص مأذون داخل الجيش الأمريكي مطلع على التخطيط السري على مستوى عال. وخلال الفترة من شهر أفريل 2003 وحتى جوان 2003 كان ويلسون باحثا في مجموعة الدراسات لعمليات الجيش الأمريكي في العراق 2003 وبعدها عمل كمخطط رئيسي للفرقة 101 المحمولة جوا التي كانت ترابط في شمال العراق في الفترة من يوليو 2003 إلى مارس الماضي. ويؤكد ويلسون أنه نتيجة للفشل في وضع خطة فقد الجيش الأمريكي الموقف المهيمن في العراق في صيف 2003، وهو يتخبط للمعافاة منذ ذلك الحين. وقال «خلال الشهرين أو الثلاثة أشهر من الفترة الانتقالية الطموحة، فقدت القوات الأمريكية ببطء قوة الدفع والمبادرة والتي اكتسبتها على عدو غير متوازن» واضاف «إن الولاياتالمتحدة وجيشها وتحالف الراغبين ما زالوا يقومون بلعبة التعلم واللحاق بالوضع منذ ذلك الحين.» وقال ويلسون إنه فقط في نوفمبر 2003، أي بعد سبعة أشهر من احتلال بغداد خرجت سلطات الاحتلال الأمريكي بخطة رسمية رقم 4 من أجل عمليات الاستقرار. وقال إن المرحلة الأولى غطت فترة الاستعداد للحرب تبعتها عمليات أولية هي المرحلة الثانية، وكانت المرحلة الثالثة هي الحرب، أما المرحلة الرابعة فهي عمليات ما بعد الحرب. غير أن كريس كارن النقيب في سلاح الجو الأمريكي، الناطق باسم القيادة المركزية الأمريكية التي تشرف على المنطقة العربية قال أنه «توجد بالفعل الخطة رقم 4 الرسمية» مضيفا أنه لا يستطيع أن يفسر كيف توصل ويلسون إلى استنتاج مغاير. وتوصل ويلسون إلى استنتاج بأن أولئك الذين خططوا للحرب عانوا من «حالة تعليمية متدنية في الحجم والنوعية واستعصاء على التكيف.» ويؤكد أن قادة الجيش الأمريكي لا زالوا يدركون المشكلة الاستراتيجية التي يواجهونها، ولذلك فإنهم ما زالوا يتابعون أساليب مليئة بالثغرات. ويوضح أن التحالف الغربي قد فشل ويستمر في الفشل في أن يرى عملية الحرب على العراق بأبعادها الكاملة. ويعلق ويلسون قائلا «إن التردد حتى في تحديد مواصفات الوضع ربما يكون المؤشر الأكثر وضوحا لعدم اتفاق جماعي من جانب الجيش الأمريكي على الاعتراف بحرب تمرد، حرب شعبية حتى عندما يكونون في حرب ضدها.» ويخلص ويلسون إلى استنتاج أنه بسبب هذا الفشل فإن الجيش الأمريكي يظل ربما في خطر خسارة الحرب» حتى بعد الافتراض أنه كسبها. وعلى العموم فإن ويلسون يقيم أداء الجيش الأمريكي في العراق بأنه «معتدل أو منخفض أو بين بين.»