لزواج الاقارب انعكاسات على النسل تتجلى أبرز هذه الانعكاسات في الاصابة ببعض الامراض الوراثية والاصابة بالاعاقة الجسدية والذهنية. تطرق الاستاذ صلاح الدين فطّوم، رئيس قسم بمستشفى الاطفال خلال الندوة الوطنية حول الاعاقة وزواج الاقارب والتي نظمها الديوان الوطني للاسرة والعمران البشري الى أمراض فقر الدم الوراثي مضيفا انها أمراض تختلف عن أمراض فقر الدم المكتسب والتي يسهل علاجها (بالتغذية مثلا). إن أكثر أنواع فقر الدم الوراثي انتشارا نوعان أولهما مرض الطلاسيما أو فقر الدم المتوسطي (سنويا 60 ألف مريض) وهو مرض خطير يتسبب في انيميا حادة، وبطء في النمو وهو له علامات مخصوصة كشحوب واصفرار في الوجه... النوع الثاني من مرض فقر الدم الوراثي هو مرض فقر الدم المنجلي يمس سلامة تركيبة الكريات الحمر التي تصاب بالاعوجاج وتفقد مرونتها وتتعطل بالتالي وظيفها. * زواج الاقارب يبقى هذا المرض الذي من أهم علاماته آلام بالمفاصل وآلام بالبطن وآلام أخرى تدل على تجمّع الكريات الحمر مرض وراثي لا نعثر له على علاج ناجع إنها شكل من أشكال الامراض المزمنة التي تخلّف الاعاقة وهي إعاقة ترهق المريض وعائلته، باعتبار أنها أمراض مكلفة (كلفة علاج المريض الواحد تتراوح بين 5 و8 ملايين). إن إمكانية الاصابة بالمرض وبالاعاقة يتحمّل فيها الزواج من الاقارب حوالي 25 لان هذا الشكل من الزواج قد يخلف وجود جينة معتلة يتوارثها الابناء والاحفاد وقد ينتج عنه إعاقات جسدية وذهنية. للاشارة فإن عدد المعوقين يبلغ حوالي 151423 معوقا وتبلغ نسبة الاعاقة 1.5 من العدد الجملي للاعاقة وتتوزع أصناف الاعاقة الى إعاقة حركية (42.1)، إعاقة ذهنية (27.7)، بصرية (42.1)، الصم والبكم (12.4) والاخرى إعاقات مختلفة. * رضا بركة ------------------------------------ **زواج غير الأقارب في تزايد تغطي فترة المسح 4 عقود من الزمن نتتبع خلالها التحول في العلاقة الدموية بين القرينين فنجد أن نسبة من لا قرابة بينهما تتزايد باستمرار بشكل يكاد يكون قارا، اذ كانت تمثل 48 من الزيجات قبل 1970 فأصبحت تمثل 64 سنة 2001. بموازاة ذلك تتناقض نسبة قرابة الزوجين من طرف الأب إذ انتقلت من 21 الى 11 للفترتين في حين أن نسبة القرابة من ناحية الأم تكاد تكون قارة في حدود 9. والجدير بالملاحظة ان تزايد نسبة من لا قرابة بينهما هي أوضح في الريف منها في المدن أذ تحولت في الريف من 31 الى 49 وفي الحضر من 60 الى 71. وهذا بالنسبة للفترتين المذكورتين. وفي ذلك دلالة على تقلص دور العائلة الكبرى من جهة وعلى الحد من السلطة الابوية من جهة ثانية وعلى تطور المفاهيم المتعلقة بالزواج. من ناحية أخرى، حيث يبدو أن زواج الاقارب لم يعد مطلوبا بالدرجة التي كان عليها قبل ثلاثة عقود. ومهما يكن من أمر، فالاكيد أن التغيرات في مجال الاستقلال النسبي للاسرة النواتية قد عمت المجتمع التونسي وبدأت هذه الاستقلالية تفعل فعلها في توجيه اختيارات الاسرة.