تونس – الشروق اون لاين – محمد الطاهر كتب الاستاذ بالجامعة التونسية صلاح الداودي نصا تلقت الشروق اون لاين نسخة منه حلل فيه العوامل الداخلية الامريكية لصعةد ترامب الى الرئاسة وقسمه الى ثلاثة عوامل هي الاستراتيجية والشعار والواقع وقد جاء فيه التالي : "صوت 60 مليون أمريكي لترامب. واستطاع حصد أغلبية أصوات الهيئة الإنتخابية التي تنتدبها مجالس الولايات المحلية (538 عضوا) وهي المؤسسة شبه الرسمية التي ستلتئم نهاية العام الجاري للمصادقة (الشكلية) على الفائز. ومع ذلك هنالك شيء غريب يحدث، يفسر مدى اهتزاز الراي العام الأميركي وهو أن جمعا من مؤيدي ترامب أنفسهم في مظاهرات الاحتجاج عليه. ومن بين أبرز المؤسسات شبه "الرسمية،" أسبوعية "ذي نيشن" التي جاء عنوانها الرئيس: أمضوا في الحداد، تنظموا قاوموا"، عنوان يلقى استجابة في ولايات "حمراء" ايدت ترامب بقوة. يجري الإستعداد الآن لتنظيم حفل تنصيب مضاد للاحتفالات الرسمية والإستعداد لمظاهرة مليونية نسوية. إستراتيجية: "حزام البؤس" التفت الكثافة السكانية العمالية حول ترامب كحزام حول سواحل البحيرات الكبرى والتي باتت تعرف "بالحزام الصدأ" بعد ركود اقتصادي ضاعف من تهميشها ونزوح ذوي الكفاءات والمهنيين عنها، وهي المناطق التي كانت إلى زمن قريب تعج بالحركة والنشاط والاستقطاب، وبمنطقة صالحة لنشاطات الحركات العمالية. قالت الكاتبة الكندية المعروفة نعومي كلاين إنها "صرخة يأس أميركية متعطشة للتغيير – وآخر العلاج الكي". في إساءة الى تحول هذه الكتلة 180 درجة. وكان من بين أهم العوامل التي دفعت "كتلة ترامب"، "تعزيز الأمن" الإقتصادي والاجتماعي. تدخلت التيارات الدستورية واليسارية وتدخل تيار حزب الشاي والخضر وكان لذلك كل التأثير المباشر. شعار "نحن مقابل الآخرين" استقطب هذا الشعار كل من يرى نفسه بعيدا عن العملية السياسية وبعيدا عن دائرة أخذ القرار. وكان المقصود من الآخرين كل المؤسسات الاستخباراتية والسياسية والإقتصادية والمالية. وعلى سبيل المثال، تمت إستعادة نموذج "ديموقراطيو ريغان،" إبان فترة ترشيح الرئيس الاسبق رونالد ريغان، الذين استقطبهم خطاب ريغان السياسي رغم سطحيته وتناقضاته، والذين سرعان ما عادوا لصفوف الحزب بدعم الرئيس الأسبق بيل كلينتون. توزعت تلك المجموعة "غير المتجانسة" على مراكز الصناعات التقليدية في الولايات المحاذية للبحيرات العظمى: أوهايو، بنسلفانيا، ميشيغان، وويسكونسن. مثل هذه المجموعات تكررت مع كلينتون وأصبحنا امام ظاهرة ديموقراطيو ترامب. هذا النوع من المجموعات من الناخبين لم يجنح لتأييد مرشح رئاسي عن الحزب الجمهوري منذ عام 1988 وعاد ليجنح مع ترامب. الواقع :التصويت العقابي في الواقع، انقسم أنصار منافسها السابق بيرني ساندرز، إلى ثلاث كتل متباينة: البعض احجم عن المشاركة الكلية في الإنتخابات ولزم بيته وأقلية صوتت لصالح ترامب والكتلة الأكبر صوتت لصالح مرشحي الليبرتاري وحزب الخضر – كلتاهما نكاية بكلينتون وسوء إدارتها لجمهور منافسها إبان المؤتمر العام للحزب. تقاطعت مشاعر الكتلتين الثانية والثالثة في عدائهما المشترك لكلينتون مدركين أن أصواتهم ستصب في صالح المرشح ترامب في نهاية الأمر. في الواقع أيضا، يتوقع خبراء الإقتصاد في الداخل الأميركي انتعاش حالة الإقتصاد في المدى المنظور استنادا لوعود ترامب بإطلاق يد المصالح التجارية الكبرى بشكل خاص. ويتوقع أن يحافظ ترامب على أسلوبه في إدارة المفاوضات التجارية، ويشهر سيوفه للتهديد باستعداده للإنسحاب من بعض الاتفاقيات المبرمة مع الدول الأخرى إن لم يفز ببعض التنازلات. ويتوقع كذلك أن جمعا من رجال الأعمال سيكون لهم الدور الأشد حضورا في رسم سياسات إدارة ترامب. اهتدينا هنا في الغالب على مراكز الدراسات الأمريكية وركزنا على تحليل رصد النخب الذي أصدره المونيتور البارحة.