تونس- الشروق أون لاين - نورالدين بالطيب: تعتزم وزارة الثقافة تنظيم يوم دراسي في المكتبة الوطنية بمناسبة مائوية المرحوم محمد المرزوقي يوم الجمعة القادم 27 نوفمبر وبمناسبة هذا الحدث الكبير وجٍه الباحث في التراث الشعبي الأستاذ بلقاسم بن جابر رسالة مفتوحة الى وزير الثقافة تلقٌت الشروق أون لاين نسخة منها نبٌه فيها الى ما يرتكب في حقٌ المرحوم محمد المرزوقي عميد التراث الشعبي وهذا نصٌها : السيَّد المحترم محمد زين العابدين وزير الشؤون الثقافيَّة تحيَّة وطنيَّة عطرة نودَّ قبل عرض ما يشغلنا ان نبارك لجنابكم توليكم هذه المسؤولية ونرجو لكم التوفيق والسداد سيدي الوزير لاأودَّ الاطالة فخير الكلام ما أبان الحاجة وأوضحها وما يشغلني أمران اولهما الاحتفال بمائوية الاديب التونسي الفذَّ السيد محمد المرزوقي وثانيهما عمليَّة تدوين التراث الشعري الشعبي التونسي أما الامر الاول فان موعد المائوية انطلق يوم 22 سبتمبر تاريخ ميلاد الاديب محمد المرزوقي (22 سبتمبر 1916) ويعلم السيد الوزير أن المحتفى به رجل ساهم في أغلب المنشاط الثقافية والعلمية وكتب في اغلبها نحو أربعين كتابا منشورا فضلا عن عشرين مخطوطا فهو مسرحي وقصَّاص وشاعر بالفصحى والعاميَّة ومؤلف لكلمات اروع الاغاني التونسيَّة ومدوَّن للادب الشعبي التونسي ومناضل وطني وهو الى ذلك كلَّه ابن وزارة الثقافة التي تقلَّد فيها ادارة الادب الشعبي نحو عشر سنين كانت زاخرة بالعطاء كما سنشير في المسالة الثانية فالامر يتطلب سيدي الوزير احتفالية مميزة تشارك فيها قطاعات شتَّى دفعا للحركة الثقافية العامة وتقدير لأحد رجالات تونس الافذاذ الا اننا نلاحظ فتورا اتصاليا وتنظيميا يتطلب لفتة حكيمة من جنابكم ..ومنذ ايام كنت مع احد الاكاديمين المصريين المختصين في التراث اللامادي (الدكتور حمد شعيب) وقال لي "ان رجلا في حجم محمد المرزوقي يتطلب احتفالية ضخمة تحت الاشراف السامي لرئيس الجمهورية" أما الامر الثاني سيدي الوزير فهو لايقلَّ أهميَّة ويتصل بمدوَّنة الشعر الشعبي التونسي وهذه معضلة وأية معضلة ولايخفى عليكم الاخلال العلمي والتوثيقي الخطير الذي وقع منذ نحو عام باخراج مدوَّنة متعجَّلة من عشرة أجزاء كانت ضربا لقيمة شعرنا الشعبي (وقع تجميد العمل وعدم نشره) ولسنا بصدد الطعن في علميَّة من اشرفوا عليه ولا البحث في طريقة عملهم ولكننا تنفسنا الصعداء اذ لم ينشر ويطلع عليه المتخصصون في دول مجاورة اصدرت مدونات الملحون فيها بحرفية عالية واشركت المختصين والخبراء اذ ان صون التراث اللامادي للامم والشعوب لم يعد مسالة وطنية فحسب بل هي تحت رعاية ومسؤولية منظمة اليونسكوولوائحها سيدي الوزير لقد اشار المرحوم محي الدين خريَّف الى عملية تدوين الشعر الشعبي في مقال له في مجلة الحياة الثقافية ('عدد مارس 1984) اسمح لي ان انقل منه شاهدا.." "وقد كان لاستاذنا المرحوم محمد المرزوقي الفضل الكبير في جمع هذا الشعر وتصنيفه وتدوينه فهو الذي أهدى جزء غاليا من حياته في سبيل جمعه وطاف متنقلا بين القرى والمضارب والمنازل القصيَّة ليسجَّل ما تلاشى ..يدفعه الحس القومي والذوق السليم والغيرة الكبيرة لابراز ما في الشعر الشعبي من خصوصية وابداع..وقد تراكم هذا التراث بخزينة "قسم الادب الشعبي بوزارة الثقافة حتى لم نعد نستطيع الوصول الى ما نحتاج اليه الا بصعوبة بالغة ولذلك رات الوزارة ان نصنف هذا الرصيد الضخم من الادب الشعبي في مجال الشعر او المقولات الشعبية او الاساطير..ووجدت نفسي امام ما يقارب المائة والاربعين مجلدا قد يصل المجلد الواحد فيها الى اربعة اجزاء" سيدي الوزير ان هذا العمل الجبَّار الذي كان الفضل في جمعه الى المرحوم محمد المرزوقي وهو عمل ضخم يتطلب عناية وحرفية وخبرة وعذرا ان قلت لك سيدي الوزير انه يتعرض للناهبين والانتهازيين والبدائيين بينما يستبعد الاكفاء ومنهم من كان سندا للمرزوقي في جمعه وتوثيقه مثل السيَّد صالح الملَّيتي الذي كان مديرا لادارة الادب الشعبي بالوزارة قبل تقاعده ومنهم السيد علي سعيدان احد أهمَّ الخبراء بالشعر الشعبي وأدب الغنَّاية لن اطيل عليكم سيَّدي الوزير وانما أردت ا نافضي اليكم ببعض ما يشغل الباحثين والمهتمين بالادب الشعبي التونسي وتقبَّلوا فائق الاحترام والتوقير الاستاذ بلقاسم بن جابر..استاذ اول مميز وباحث في الشعر الشعبي التونسي