اختتم مساء أول أمس الأحد مهرجان الأغنية الريفية والشعر الشعبي بالمزونة في دورته الحادية عشرة التي خصصت لتكريم الشاعر الشعبي والمغني البدوي الشهير المرحوم الشاهد الأبيض. هذه الدورة كانت قد افتتحت يوم الجمعة جويلية بحضور السيد محمد بن سالم والي سيدي بوزيد وقدم فيها عدد من مبدعي المزونة أوبيرات غنائية تتغنى بتونس لكن خلال رحلة الجازية الهلالية وهي من تأليف الشاعر محمد غزال الكثيري وتضمن البرنامج سهرة «للموف» وللشعر الشعبي وتسابق فيها الشعراء على كتابة قصيدة انطلاقا من بيت للشاهد الأبيض : ليام يا لطيف لطف داهم لثنين فيهم ضحكم وبكاهم وشارك في هذه المسابقة شعراء من مختلف أنحاء الجمهورية ووزعت جائزتان الأولى والثانية. الشعراء المغنون تقودهم الفطرة... تلك الأغاني التي تحولت في الغرب الى جاز وبلوز وريي وما زالت في العالم العربي لا تحظى بأي اهتمام يذكر رغم أنها تجمّع وجدان الناس وتحفظ ذاكرتهم الجماعية وتروي ملاحمهم وأحزانهم وضياعهم. نحن والتراث من هذه النقطة انطلق الباحث في الأدب الشعبي علي سعيدان الذي ألقى محاضرة رائعة بعنوان : الأغنية التونسية والشعر الشعبي اذ أكد على أن الإذاعة والتلفزة استبعدتا من اهتماماهما طيلة سنوات أغاني الناس واقتصر الاهتمام على المالوف والأغاني الحديثة التي تشكو من تصحر جمالي وخواء في حين أهملت التلفزة التراث الشعبي وأغاني الناس من القرى والأرياف والمدن وهي التي تختزن الذاكرة الجماعية وذكر علي سعيدان أن «افلة تسير» همشت الشعر الشعبي وشوهته حولته الى فولكلور للتسويق السياحي أما الدكتورة مريم خير الدين أستاذة علم الاجتماع والانتروبولوجيا في الجامعة التونسية فذكرت في مداخلتها عن التراث اللامادي أن التلفزة التونسية شوّهت الريف من خلال مسلسلاتها وحوّلته الى صورة للفقر والتخلف واستهزأت بملابس أهله وسلوكهم ولهجتهم مما حول لهجة أهله الى محل تندر واضحاك. وقدم الشاعر عبد المجيد البرغوثي مداخلة عن أحمد البرغوثي وابنه حمد البرغوثي ودوره في تجديد الشعر الشعبي وعلاقته برموز الحركة الوطنية.