مصلحة التراث الشّعبي كانت واحدة من أنشط مصالح وزارة الثقافة وقد قام من خلالها المرحوم محمد المرزوقي بدور كبير في جمع وتدوين قصائد الشعراء الشعبيين رغم غياب الإمكانيات أنذاك وكان يعمل رفقة مساعديه (محيي الدين خريف والتهامي بلحسن وصالح المليتي) على جمع الذاكرة الشعبية وبغيابه مطلع الثمانينات خسرت المصلحة مؤسسها وعمودها الفقري رغم الجهد الذي بذله بعده الشاعر محيي الدين خريف . الأن لم يعد هناك شيء في مصلحة الأداب أسمه التراث الشعبي فقد أعدمت المصلحة وأحيل أرشيفها النّادر الذي قضى محمد المرزوقي أجمل سنوات حياته في جمعه على المكتبة الوطنية ! ورغم أهميّة التراث الشعبي باعتباره تراثا لا ماديا ورغم أن أسم الوزارة يحمل صفة المحافظة على التراث فإنّ التراث الوحيد الذي تعترف به الوزارة فيما يبدو هو التراث المادي من مواقع أثرية ومتاحف أمّا الشّعر الشّعبي والأدب الشّعبي بشكل عام الذي كانت الوزارة تخصّص له ميزانية لحفظه ونشره فلم يعد له وجود يذكر. وأرجو أن تنتبه الوزارة لهذه المصلحة المقبورة بإعادة إحيائها بتعيين أحد المتخصّصين في هذا المجال سواء من الشعراء أو الباحثين لأنّ هذه المصلحة لها دور حيوي في حفظ الذاكرة الثقافية.