معلم تطبيق بسيدي عامر قال العلي القدير : {وقضى ربك ألا تعبدوا إلاّ إيّاه وبالوالدَيْن إحْسَانًا إمّا يَبْلُغنّ عندك الكِبَر أحدهما أو كلاهما فلا تَقُلْ لهما أفٍّ ولا تنهرهما وقل لهما قَولاً كريما} (الإسراء 23) * الأبوان هما اللذان أنجبا الأبناء فرفعا عنهم مسؤولية الطعام والشراب واللباس والمعالجة وهموم الحياة فوفروا لهم المناخ الملائم للدراسة وسهرا الليالي الطوال لإبعاد المخاطر عنهم وتأمين راحتهم وذلك في سبيل اسعادهم. * عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي ص قال «ما أكرم شاب شيخا لسنه إلا قيّض الله من يكرمه عند سنّه»، الترمذي. وحصيف قول المعري تحمل عن أبيك الثقل يوما فإن الشيخ قد ضعُفت قُواه أتى بك عن قضاء لم تردْه وآثر أن تفوز بما حواه * وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه عن النبي ص قال «إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات ووأد البنات، ومنع وهات، وكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال وإضاعة المال» البخاري. * عن أبي أمامة الباهلي أن النبي ص قال : أربع تجري عليهم أجورهم بعد الموت 1) رجل مات مرابطا في سبيل الله 2) رجل علّم علما فأجره يجري عليه ما عمل به. 3) رجل أجرى صدقة فأجرها يجري عليه ما جرت عليه. 4) رجل ترك ولدا صالحا يدعو له. * قال حطان بن المعلي : إنما أولادنا بيننا أكبادنا تمشي على الأرض لو هبت الريح على بعضهم لامتنعت عيني من الغمض * قال الحسين بن علي رضي الله عنه خير ما ورّث الرجال بنيهم أدب صالح وحسن ثناء * لقد أوصى الإسلام بتوفير المناخ الصالح للتربية السليمة التي تبدأ مبكرا انطلاقا من المنزل، فهي تعود إلى بناء الأسرة باعتبارها الأساس الذي لا يصلح البنيان بدونه، فالأسرة تبدأ من شخصين : فهما حجرا الزاوية أو قل هما التربة التي تنشأ فيها شجرة الأسرة وتنمو وتثمر. * لقد أوصى الدين الحنيف بحسن المعاشرة : فأوصى الزوج بأن يرفق بزوجته ويلين لها جانبه، وأوصى الزوجة بأن تكون سندا قويا لزوجها وراعية وفية وأمينة في بيت الزوجية. * قال المولى عز وجل : {وأحسِنُوا إنّ الله يُحبُ المُحْسنين} (البقرة 189) * واجبات الوالدين نحو الأبناء : حسن التربية والكفالة الاحاطة بالعطف والمحبة والحنان توفير الجو الملائم للعمل داخل المنزل توفير الرعاية المادية... * واجبات الأبناء نحو الآباء : اكرام الأبوين ومعاملتهما بلين وبكل رفق القيام بشؤونهما توفير المأكل والمشرب والملبس والسكنى والأدوية زيارتهما في كل المناسبات (الأعياد الدينية وأيام العطل والمواسم، عيد الآباء، عيد الأمهات). الدعاء لهما بالرحمة بعد الممات إكرام ضيفيهما بعد مماتهما. الاستغفار لهما. قال العلي القدير : {يا يحيى خُذ الكتاب بقوّة وآتيناهُ الحكم صبيّا(12) وحنانا من لدنا وزكاة وكان تقيّا(13) وبرّا بوالديه ولم يكن جبّارا عصيّا(14) مريم (عليها السلام) * وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يحب أباه حبا جما ويعتزّ به كثيرا مقدرا بذلك عطف الآباء وحنانهم وشوقهم إلى أبنائهم. قال أحد الشعراء : أرضى عن ابني اذا ما عقني حذرا عليه أن يغضب الرحمان من غضبي * قال أحد الفلاسفة : «السعادة عندما نمسح دمعة ونخلق بسمة ونعزي يائسا». والغريب في الأمر أن هناك أشخاصا يتنكرون للأعمال النبيلة والخدمات الجليلة التي قدمها الأجداد والآباء والأمهات... نحو أبنائهم. فهم لا يصلون أرحامهم ولا يتعهدونهم بل يريدون أن يتخلصوا منهم وذلك بالقائهم في دور المسنين!!.