هل الرجل خائن بطبيعته أم بقرار؟ هذا السؤال كثيرا ما تردده الزوجات في جلساتهن الحميمة... لكنه يبقى دون جواب قاطع... إلا أن علماء النفس والاجتماع يقرّون بكثير من الجزم أن الخيانة من طبيعة الرجل وهو ما تشير اليه الارقام الواردة في عديد الدراسات. فبالنسبة لعلماء النفس فإن 67 من الرجال خائنون رغم إنكار الكثيرين. أما علماء الاجتماع فإنهم يؤكدون أن 99 من الرجال خائنون مميزين في ذلك بين الخيانة المتعمدة والمتكررة، والعلاقة الواحدة. وقد أجرى عالم الاجتماع الامريكي الاستاذ «دايفيد باس» دراسة معمّقة حول الخيانة الزوجية استندت على إحصائيات وافية. ويؤكد هذا العالم أن الرجل يعتمد خلال ارتكابه فعل الخيانة على مبررات نفسية تتعلق بوضعيته حيث يسعى الى تبرير ما يقوم به بشتى الطرق، ويعتمد في ذلك على أمرين: الاول: لن تعرف زوجتي ويتساءل بينه وبين نفسه وكيف لها أن تعرف بعلاقتي مع أخرى مادامت منشغلة بالاولاد والعمل وفي المساء تكون متعبة فتنام ملء جفونها. ويضيف الزوج مخاطبا نفسه، إنها السبب، حيث تهملني باستمرار والاهم عندها هو رعاية الاولاد وتنظيف المنزل، لست مقصّرا بحقها، أحيطها بكل رعاية وحنان وأغدق عليها وعلى الاولاد الهدايا ولا أحرمهم من أي شيء، أنا فقط أعيش حياتي. لهذه الاسباب يستخلص «دايفيد باس» ان الخيانة استعداد طبيعي موجود لدى كل رجل. * علامات مسبقة ففي دراسة شملت 107 من الازواج من أوساط مختلفة ومستويات تعليمية متباينة أجاب كل رجل عن أربعين سؤالا طرحها الباحث عليهم بشكل فردي، فخرج بالنتيجة التالية: توجد علامات مسبقة تدل على أن لدى الرجل ميلا طبيعيا للخيانة، لا علاقة له بأصول التربية أو المبادئ أو حتى الوسط الذي نشأ فيه. وأوضحت النتائج أن هناك نوعان من الرجال: صاحب الخيانات المتكررة وصاحب العلاقة العاطفية الواحدة، والاول رجل غامض يترك جميع عباراته معلقة ويكثر من استخدام التعابير التالية: ربما لا أستطيع الحضور الى الغداء، غالبا لن أكون معهم في نهاية الاسبوع. ويقسم علماء الاجتماع الرجال الخائنين الى أنواع وذلك استنادا الى صفاتهم ومؤهلاتهم، فالمثقف يجمع الى جانب الشكل والسيارة الجميلة وأناقة الملبس، مستوى معينا من الثقافة والعلم والخبرة الاجتماعية، وهذه الامور تجعل الاغراء عنده مختلفا في النوعية عن الاغراء الذي يرتكز على المظاهر فقط، فيتخطى عتبة السطحية، ويفتش عن النوع المثقف والجميل من النساء. * أوقات الخيانة وقد وضع أحد مستشاري الزواج الامريكيين لائحة بالاوقات المثالية للخيانة من طرف الزوج، وحددها بخمسة أوقات: بعد إنهاء شهر العسل. بعد ولادة الطفل الاول. عندما يكون متضايقا في عمله. متى حصل على زيادة في الراتب، أو ترقية. عندما يصبح على عتبة الخمسين. وتوضح الدراسات ان الرجل يملك كيمياء مختلفة عن كيمياء المرأة، وهو ليس ثابتا ولا مستقرا في طبيعته الاساسية. و السبب جيني، وهذه الكيمياء المختلفة تجعله متطلبا أبدا، ناشطا على الدوام. فالرجل كما يقول «دايفيد باس» صياد بالغريزة يبحث باستمرار عن طريدة ممكنة أو محتملة، والخيانة عنده طبيعة وقرار تدخل ضمن تكوينه النفسي والوراثي. * من السبب ؟ ومع اعتراف الكثير من الرجال بأن الزوجة ليست سببا يدفع الرجل الى الخيانة، فإن عالم الاجتماع الامريكي يقول انه في معظم الحالات تكون خيانة الرجل رد فعل ناتج عن فعل الزوجة الظالم. فهي مهملة أناقتها وجمالها، معقدة، حادة الطباع، سليطة اللسان والفكر، تكرس كل وقتها وجهدها للاولاد، والاهم أنها امرأة غير مدركة أن الرجل يرفض المرأة ذات الاهتمامات التافهة، وينجذب نحو المرأة القوية المتطورة، لذلك اذا فشلت الزوجة في خلق حياة متجددة لا روتينية فإن ذلك يشعر الزوج بالاختناق والملل. والطريف في الامر أن الاستبيانات التي اعتمدت عليها هذه الدراسات أوضحت أن معظم النساء يعتقدن أن شركاءهن مخلصون وقد بلغت النسبة 78. وفي المقابل لذلك اعترف كل الرجال المشاركين أي بنسبة 100 بارتكابهم الخيانة بصورة أو بأخرى ولو لمرة واحدة في حياتهم. وحسب أحد علماء النفس البريطانيين فإن المرأة بصفة عامة تفضل أن لا تعرف شيئا عن خيانة زوجها وهو ما يدفعها دوما الى الاعتقاد بأن شريكها مخلص، بحثا عن راحة البال والسعادة، رغم كون ذلك مجرد وهم تحاول إقناع نفسها به. وبعد استعراض هذه الدراسات هل يحق للزوجة أن تحاكم زوجها على فعل يأتيه لا إراديا، مادامت الخيانة تسري في دمه؟ والجواب نتركه مفتوحا لتجيب عنه كل زوجة بينها وبين نفسها!